سوريا: استغراب واسع في ريف الساحل من حملة لقاحات "الحصبة"
بحرالعرب_وحيد يزبك
تشهد مناطق ريف الساحل السوري طرطوس،منذ نحو عشرة أيام حملة تلقيح جديدة ضد "الحصبة"، تتضمن إعطاء الأطفال إبرة في اليد وقطرات فموية، في إطار ما تصفه ما تسمى وزارة الصحة بأنها "حملة داعمة لمكافحة انتشار المرض".
غير أن ما يثير الاستغراب وفق شهادات من الأهالي هو الإلحاح غير المسبوق على تلقيح جميع الأطفال بين عمر السنة والخمس سنوات، بغضّ النظر عن حالتهم الصحية.
إحدى الحالات التي تحدث بها الأهالي تمثّل الصورة العامة لما يجري، إذ يروي أحد المواطنين، وهو أب لطفل يبلغ سنة ونصف، أنه تلقى أكثر من خمس اتصالات من مستوصف في منطقة الشيخ بدر بريف طرطوس لإعطاء اللقاح، رغم إبلاغه بأن طفله مصاب بالرشح وارتفاع الحرارة.
ويضيف أن العاملين في المستوصف أكدوا له أن هناك تعليمات من ما يسمى وزارة الصحة تنصّ على ضرورة إعطاء اللقاح حتى للأطفال الذين يعانون من حرارة تصل إلى 39 درجة مئوية، بذريعة أنّ "الحصبة منتشرة في سوريا".
ورغم رفض هذا الأب إعطاء اللقاح، كما فعل كثيرون من الأهالي، فإنّ الإصرار استمرّ، ووصل إلى حدّ قيام مخاتير القرى والممرضين بزيارة المنازل ومحاولة إقناع الأهالي، بل وتهديد بعضهم بـ"المساءلة القانونية" في حال الرفض، بحجة أنّ الامتناع عن التلقيح يُعدّ "تقليلًا من هيبة ما يسمى الحكومة الجديدة" أو "خيانة لتعليمات ما يسمى وزارة الصحة".
ويتابع المواطن: "قبل أيام، دخلت سيارات (فانات) إلى القرى برفقة شخص قيل إنه طبيب، وبدأوا بتصوير الأطفال ومحاولة إجبارنا على إعطائهم اللقاح بالتهديد والتخويف، مؤكدين أن الأمر قانوني وإلزامي".
ويشير إلى أنّ هذا الإلحاح يجري فقط في مناطق ريف الساحل، فيما لم تُسجّل حملات مماثلة في مناطق أخرى، الأمر الذي زاد من حالة الريبة والخوف بين الأهالي.
ويضيف عدد من الأمهات أن الممرضات في المراكز الصحية يقلن إنّ هذه الحملة تأتي "بدعم من منظمات عالمية"، وإنّ ما يسمى وزارة الصحة لا علاقة مباشرة لها بها، لكنّ اللافت أنّ أيّ ممرضة ترفض توقيع وثيقة تحمّل المسؤولية في حال تضرر الطفل، وتكتفي بتغيير الموضوع.
ويؤكد أحد الآباء قائلًا:
"لسنا ضدّ اللقاحات، فكل أطفالنا تلقّوا جميع اللقاحات النظامية سابقًا، لكن هذه المرة هناك شيء غير مريح. الإلحاح والتهديد ومحاولة التلقيح رغم المرض أمر غير طبيعي إطلاقًا".
هذا الواقع يطرح تساؤلات مشروعة حول أسباب الإصرار غير المسبوق على تلقيح جميع الأطفال في ريف الساحل تحديدًا، وضرورة توضيح موقف وزارة الصحة بشكل رسمي من هذه الممارسات، وبيان ما إذا كانت هناك حملة وطنية شاملة أم نشاطات محددة بجهات أخرى.
 
         
           
         
           
                       
                       
                       
                      