بحث

عرقلات وجدولة زمن مبهم.. هل تنتهي حرب غزة قريباً ؟

الأحد 05/أكتوبر/2025 - الساعة: 10:27 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل على وقف قصف غزة، بعد موافقة حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن وقبولها بعض الأجزاء الرئيسية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب، وهو تحول ربما يعني أن الحرب المستمرة منذ عامين قد شارفت على نهايتها أخيرًا.

 

وأعلنت إسرائيل أنها ستعمل على "التنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من الخطة، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لواشنطن.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات محتملة؛ فالجدول الزمني الدقيق لتنفيذ خطة ترامب غير واضح، وقد تمثل بعض الخدمات اللوجستية إشكالية بسبب الدمار الذي لحق بغزة، فضلًا عن بقاء قضايا مثل نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل غير محسومة.

 

وقال تقرير لوكالة "رويترز"، إنه لم يكتب النجاح لاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، حيث كانت إسرائيل تستأنف الهجوم.

 

وأضاف التقرير، أن الوضع يبدو أكثر هدوءًا بالفعل، على الرغم من بعض الضربات الإسرائيلية المتفرقة.

 

فبعد مطالبة ترامب بوقف القصف الإسرائيلي، قال سكان في غزة إن المدينة، التي كانت محور هجوم إسرائيلي مكثف، تعرضت لقصف عنيف خلال الساعات التي تلت تصريحات الرئيس الأمريكي. 

 

ولكن منذ ذلك الحين، يؤكد السكان أن الغارات الجوية وغيرها من وقائع إطلاق النار قد انخفضت بشكل كبير، وأن فترات من الهدوء النسبي تخللتها بين الحين والآخر أصوات انفجارات متقطعة.

 

وتساءل التقرير: هل هذا يعني أن الحرب تقترب أخيرًا من نهايتها؟ فقد قال ترامب إنه مصمم على إنهاء الصراع من خلال خطة تشمل 20 نقطة، موضحًا في رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة: "الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".

 

لكن الاتفاق الجديد يأتي بعد محاولتين سابقتين لوقف إطلاق النار؛ الأولى بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب عام 2023، والثانية مطلع هذا العام، ولم تستمر أي منهما سوى أسابيع قليلة قبل أن تشتعل المعارك مجددًا.

 

هذه المرة أيضًا تبرز عقبات عديدة، إذ ترك رد حماس عددًا من القضايا الجوهرية دون معالجة؛ فعلى سبيل المثال، لم توضّح الحركة موقفها من إلقاء السلاح، وهو مطلب أساسي في خطة ترامب وأحد أهداف إسرائيل الرئيسية المعلنة.

 

وفي الوقت ذاته، وافق نتنياهو على الخطة رغم أنها توفر مسارًا محتملًا ـ وإن كان مشروطًا ـ نحو دولة فلسطينية مستقبلية، وهو أمر سبق أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "لن يسمح به مطلقًا".

 

ومن بين النقاط الشائكة أيضًا: توقيت وحدود الانسحاب الإسرائيلي، ومستقبل إدارة قطاع غزة.

 

وقال أورين سيتر، الزميل البارز في مركز بلفر بجامعة هارفارد والرئيس السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي: "ما قام به ترامب إنجاز كبير في جعل جميع الأطراف تنخرط في الخطة، لكنها بداية العملية وليست نهايتها".

 

وبحسب التقرير فالخطة لم تحدد جدولًا زمنيًّا واضحًا، واكتفت بالإشارة إلى أن الحرب ستتوقف بمجرد موافقة الطرفين.

 

وأعلنت الحركة استعدادها للدخول "فورًا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل" مقترح ترامب.

 

وجاء في الخطة أن جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، سيُفرج عنهم خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني بالاتفاق، لكن لم يتضح متى تبدأ هذه المهلة تحديدًا، خاصة أن موافقة نتنياهو على الخطة سبقت رد حماس بعدة أيام.

 

وربما تبرز تحديات لوجستية أيضًا؛ فبينما قد يكون تسليم الرهائن الأحياء أكثر سهولة، فإن انتشال جثث القتلى من تحت أنقاض غزة قد يستغرق وقتًا أطول بكثير من بضعة أيام.

 

وتقول إسرائيل إن 48 رهينة، من أصل 251 اختطفتهم حماس في هجوم أكتوبر 2023، ما زالوا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة.

 

وأكد التقرير أن الطرفين يحاولان إظهار رد إيجابي على خطة ترامب، لكن لكل منهما حساباته السياسية الخاصة.

 

فبالنسبة لنتنياهو، ربما ترتبط موافقته بالحفاظ على علاقته بترامب والولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأهم، مع تقليل التنازلات إلى أدنى حد ممكن، لتجنّب تنفير شركائه القوميين المتشددين في الائتلاف، الذين يعارضون أي اتفاق مع الفلسطينيين ويدفعون منذ فترة لمواصلة الحرب.

 

أما حماس، فقد اتخذت موقف "نعم ولكن"، بقبول بعض البنود وترك أخرى غامضة، وهو ما ساعد على تحويل التركيز نحو أطراف أخرى مثل الوسيطين العربيين قطر ومصر، ودول عربية وإسلامية أخرى مارست ضغوطًا على واشنطن لإنهاء الصراع.

 

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أمجد عراقي: "لقد قامت حماس بخطوة ذكية إلى حد ما بقولها نعم، و/أو نعم ولكن؛ ومن خلال هذا النهج، ساعدت في رمي الكرة إلى ملعب نتنياهو وكذلك الدول العربية".

 

أما بخصوص إطلاق سراح الرهائن، فأوضح التقرير أن حماس أكدت أنها ستفرج عن الرهائن، أحياءً وأمواتًا، وفق صيغة التبادل، لكنها أشارت إلى "الظروف الميدانية لعملية التبادل" دون تحديدها.

 

وبخصوص الانسحاب الإسرائيلي، أكد التقرير أن حماس شددت على ضرورة "الانسحاب الكامل" من القطاع، بينما نصت خطة ترامب على انسحاب مرحلي إلى خطوط متفق عليها، تمهيدًا لإطلاق سراح الرهائن.

 

وأشار التقرير إلى إدارة قطاع غزة، فقد اقترحت حماس تسليم الإدارة إلى "هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)" بالتوافق الوطني والدعم العربي والإسلامي. 

 

وفي المقابل، نصت الخطة الأمريكية على "لجنة مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين" تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تُسمى "مجلس السلام"، برئاسة ترامب، مع شخصيات دولية بينها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

 

وعن مستقبل حماس، أوضح التقرير أن الحركة ترى نفسها جزءًا من "إطار وطني فلسطيني جامع"، لكنها لم تعلق على مسألة نزع السلاح، وهي خطوة رفضتها سابقًا، بينما تنص خطة ترامب على أن حماس لن يكون لها أي دور في حكم غزة، مع الإشارة إلى عملية نزع السلاح.

متعلقات:

آخر الأخبار