بحث

خبراء : تقليص الوجود العسكري الأمريكي كيف يؤثر على مصير داعش في العراق؟

السبت 04/أكتوبر/2025 - الساعة: 10:23 ص

بحرالعرب_عصام العبيدي

 

يرى خبراء أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق يفتح الباب أمام أسئلة ملحة تتعلق بمصير تنظيم داعش، وما إذا كان الانسحاب سيمنحه مساحة جديدة للتحرك، أم أن القدرات العراقية الحالية كافية لضبط المشهد الأمني ومنع عودته.

 

وتشير بيانات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن واشنطن خفضت وجودها العسكري في العراق إلى أقل من ألفي جندي، يتمركز معظمهم في إقليم كردستان، في حين يواصل جزء محدود تنفيذ أدوار استشارية وتدريبية داخل بعض القواعد العسكرية في بغداد والأنبار.

 

ووفق التصريحات الأمريكية، فإن المهمة القتالية للتحالف الدولي ضد داعش انتهت فعلياً، ليجري استبدالها بشراكة طويلة الأمد مع القوات العراقية تتركز على المعلومات والدعم الفني.

 

بحسب تقارير أمنية غربية، فإن وتيرة نشاط داعش في العراق تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، مع تسجيل أعداد محدودة من الهجمات التي اعتمدت على العبوات الناسفة أو محاولات استهداف القوافل العسكرية.

 

وتؤكد هذه التقارير أن خلايا التنظيم باتت تتحرك بشكل منفرد ومجزأ، ولم تعد قادرة على السيطرة على مساحات أو إدارة مناطق كما فعلت في عامي 2014 و2015.

 

النائب في البرلمان العراقي مختار الموسوي قال إن هناك بعض الخلايا النائمة ما زالت تتحرك في عدد من المحافظات، وتستفيد من التمويل القادم عبر قنوات مختلفة.

 

وأضاف أن المعركة مع داعش مستمرة، ولا بد من تكثيف العمليات العسكرية والاستخبارية لملاحقتهم في المناطق الوعرة، لا سيما في جبال حمرين ومكحول.

 

وأوضح الموسوي، أن الانسحاب الأمريكي لا يعني غياب التهديد، بل يزيد من مسؤولية القوات العراقية في منع التنظيم من إعادة تشكيل صفوفه أو استغلال أي فراغ أمني.

 

وتفيد بيانات الأمم المتحدة بأن عدد مقاتلي داعش المتبقين في العراق وسوريا مجتمعَين لا يتجاوز ثلاثة آلاف عنصر، معظمهم يتحركون في مناطق صحراوية أو جبلية.

 

كما تشير التقديرات إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ باحتياطي مالي يقارب عشرة ملايين دولار، ما يمكّنه من تمويل عملياته وتجنيد عناصر جديدة عبر قنوات الحوالة وطرق غير شرعية لنقل الأموال.

 

بدوره، قال الخبير الأمني الدكتور عماد علو إن القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها تواصل ملاحقة الخلايا النائمة لداعش في مناطق غربي بحيرة الثرثار وجبال حمرين ووادي الشاي، وهي مناطق كانت سابقًا تمثل بؤراً لنشاط التنظيم.

 

وأكد علو، أن التعاون بين العراق والتحالف الدولي ما زال مستمراً مع تبادل المعلومات الاستخبارية، وقد أسهم هذا التعاون أخيرًا في تصفية قيادات بارزة من التنظيم داخل الأراضي السورية، من بينها عبد الرحمن الحلبي.

 

ولفت إلى أن المشهد الحالي يؤشر إلى أن داعش لم يعد قادراً على شن عمليات واسعة، لكنه ما زال يشكل تهديدًا متقطعاً للأمن الداخلي إذا ما توفرت له مصادر تمويل جديدة أو مساحات غير مراقبة.

 

وتؤكد التقييمات الغربية أن وجود القوات الأمريكية داخل العراق لم يعد شرطًا أساسياً لمكافحة داعش، إذ إن القوات العراقية باتت قادرة على إدارة الملف بنفسها.

 

ومع ذلك، ترى هذه التقييمات أن بقاء جزء من القوات في أربيل يضمن استمرار التنسيق مع التحالف الدولي بشأن الملف السوري، ويمنع انتقال الخطر مباشرة إلى الداخل العراقي.

 

والتحالف الذي أسس في العام 2014، بمشاركة أكثر من 80 دولة، تراجع دوره تدريجياً مع انحسار داعش، فمعظم الدول المشاركة سحبت قواتها أو أبقت أعداداً رمزية، في حين بقي العمود الفقري للتحالف هو القوات الأمريكية التي يقدر عددها بنحو 2500 جندي.

متعلقات:

آخر الأخبار