اليمن: حملة اعتقالات جديدة تطال كوادر الأمم المتحدة في صنعاء
بحر العرب ـ اليمن ـ متابعات:
اختطفت جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تصعيد جديد ضمن حملة متواصلة تستهدف كوادر المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الجماعة منذ أواخر أغسطس (آب) الماضي.
وقالت مصادر محلية إن قوة أمنية تابعة للحوثيين، يرافقها عناصر نسائية من ما يُعرف بـ"الزينبيات"، اقتحمت فجر الأحد منزل رمزي عبدالقوي صالح الفاردي، المسؤول عن قسم الشؤون الإدارية في مكتب برنامج الأغذية العالمي بمحافظة صعدة، والواقع في منطقة أرتل جنوب صنعاء.
وأوضحت المصادر أن القوة نفّذت عملية تفتيش دقيقة استمرت نحو ست ساعات، قبل أن تقتاد الفاردي إلى جهة مجهولة وتصادر مقتنيات ووثائق من منزله، وفقًا لـ "الوحدوي نت".
وأكدت مصادر متطابقة أن جماعة الحوثي تنفذ حملة اعتقالات واسعة تستهدف موظفين يمنيين يعملون في وكالات تابعة للأمم المتحدة، بينهم عاملون في برنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في الوقت الذي لم تصدر فيه الأمم المتحدة أي تعليق رسمي على هذه التطورات، حتى كتابة الخبر.
وفي حادثة منفصلة، اختُطف الموظف الأممي غسان رشدي، الذي يعمل في مكتب "أوتشا" بالعاصمة، بعد مداهمة منزله من قبل عناصر أمنية ترافقها مجموعة من "الزينبيات". ويشغل رشدي منصب مسؤول الوصول Access Officer المعني بتسهيل وصول المساعدات والعاملين الإنسانيين إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.
وتأتي هذه الحوادث ضمن حملة ممنهجة تشنها جماعة الحوثي ضد العاملين في المجال الإنساني، إذ سبق أن احتجزت خلال الأشهر الماضية عشرات الموظفين الأمميين، ما دفع برنامج الأغذية العالمي أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي إلى تعليق أنشطته في مناطق سيطرة الجماعة، واصفاً الأوضاع هناك بأنها "لم تعد تُطاق".
من جهته، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية معمر الإرياني استمرار جماعة الحوثي في ممارساتها ضد العاملين في الوكالات الإنسانية، معتبراً أن ما يجري يمثل «تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
وقال الإرياني في تصريح صحافي إن الجماعة «اعتقلت خلال الساعات الماضية عدداً من موظفي الأمم المتحدة، بينهم عاملون في (أوتشا)، و(برنامج الأغذية العالمي)، و(البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة)»، مشيراً إلى أن هذه الأفعال «تعكس استخفاف الحوثيين بالقانون الدولي الإنساني وسعيهم لفرض وصايتهم على العمل الإغاثي».
وأكد الوزير أن تقاعس الأمم المتحدة وصمتها المستمر شجع الجماعة على التمادي في انتهاكاتها، داعياً المنظمة الدولية إلى نقل جميع مكاتبها وموظفيها إلى العاصمة المؤقتة عدن لتأمين بيئة عمل آمنة ومستقرة.
كما دعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المتورطين فيها، محذراً من أن استمرار الصمت الأممي «يمنح الحوثيين غطاءً لجرائمهم ويقوّض مصداقية المنظمة الدولية».