الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار... كيف يشترى وما محركات أسعاره في العالم؟
بحرالعرب_متابعات:
تجاوز سعر الذهب 4 آلاف دولار للأونصة، مدفوعاً بتدفق المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي المتزايدة عالمياً، إلى جانب التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي».
وارتفع المعدن الأصفر الذي عادة ما يتألق في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، بنسبة 52 في المائة هذا العام. ويُعزى هذا الصعود الكبير إلى عوامل متعددة، شملت مشتريات البنوك المركزية الكثيفة، وتسهيلات السياسة النقدية، وضعف الدولار الأميركي.
كيف يستثمر المستثمرون في الذهب؟
تتعدد الأدوات المتاحة للاستثمار في الذهب، ما يسمح للمستثمرين من مختلف الفئات بالحصول على مكاسب من المعدن الثمين:
1- سوق الذهب الفورية (Spot Market)
تشتري المؤسسات والمشترون الكبار الذهب مباشرة من البنوك الكبرى. وتُحدد الأسعار في هذه السوق بناءً على آليات العرض والطلب في الوقت الفعلي. وتُعد لندن المركز الأكثر تأثيراً في السوق الفورية، وذلك بفضل رابطة سوق السبائك في لندن (LBMA) التي تضع معايير التداول. كما تُعد كل من الصين والهند والشرق الأوسط والولايات المتحدة مراكز تداول رئيسية أخرى.
2- سوق العقود الآجلة (Futures Market)
يمكن للمستثمرين التعرض لأسعار الذهب عبر بورصات العقود الآجلة؛ حيث يتم شراء أو بيع سلعة ما بسعر ثابت وتاريخ تسليم محدد مستقبلاً. وتُعد بورصة «كومكس» (COMEX) -وهي جزء من بورصة نيويورك التجارية (NYMEX)- الأكبر عالمياً من حيث أحجام التداول. كما تلعب بورصات آسيوية -مثل بورصة شنغهاي الآجلة وبورصة طوكيو للسلع (TOCOM)- أدواراً رئيسية.
3- صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) والمنتجات المتداولة في البورصة
تُصدر هذه المنتجات أوراقاً مالية مدعومة بمعدن مادي، ما يتيح للمستثمرين التعرض لأسعار الذهب دون الحاجة لتسلُّم المعدن نفسه. وقد أصبحت هذه الصناديق فئة رئيسية للطلب الاستثماري. ووفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي؛ بلغت التدفقات إلى الصناديق المدعومة بالذهب مادياً 64 مليار دولار حتى الآن هذا العام، مع تسجيل رقم قياسي بلغ 17.3 مليار دولار في شهر سبتمبر وحده.
4- السبائك والعملات المعدنية
يشتري مستهلكو التجزئة الذهب المادي من تجار المعادن، عبر سبائك وعملات معدنية، ويُعتبر كلا الشكلين وسيلة فعالة للاستثمار في الذهب المادي.
المحركات الرئيسية لسوق الذهب
يتحرك سعر الذهب مدفوعاً بمجموعة من العوامل الاقتصادية والمالية والجيوسياسية:
1- اهتمام المستثمرين ومعنويات السوق
يُعد الاهتمام المتزايد من صناديق الاستثمار عاملاً رئيسياً وراء تحركات أسعار الذهب. كما تلعب المعنويات العامة، المدفوعة بالأخبار والأحداث العالمية، دوراً في تأجيج عمليات الشراء أو البيع للمضاربة.
2- أسعار الصرف والسياسة النقدية
يُستخدم الذهب كتحوط شائع ضد تقلبات العملات. وتقليدياً، يتحرك الذهب في الاتجاه المعاكس للدولار الأميركي؛ فضَعف الدولار يجعل الذهب المقوَّم به أرخص لحاملي العملات الأخرى. كما تؤثر قرارات البنوك المركزية على مسار الذهب؛ حيث يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدفع فائدة.
3- التوترات الجيوسياسية والأمن الاقتصادي
يُعتبر المعدن الثمين ملاذاً آمناً خلال أوقات عدم اليقين. وقد أدت عوامل مثل الحرب التجارية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والصين إلى زعزعة الأسواق المالية، وإثارة مخاوف من الركود؛ حيث رفع ترمب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى معدل فعال، قدره 145 في المائة، بينما رفعت الصين الرسوم على البضائع الأميركية من 84 في المائة إلى 125 في المائة.
4- احتياطيات البنوك المركزية من الذهب
يُعد الطلب من البنوك المركزية عاملاً قوياً؛ حيث تُبقي هذه البنوك على الذهب في احتياطياتها. وأشار مجلس الذهب العالمي في مسحه السنوي إلى أن مزيداً من البنوك المركزية تخطط لزيادة احتياطياتها رغم ارتفاع الأسعار. وارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 1 في المائة، مسجلاً مستوى قياسياً في عام 2024. وارتفعت حيازات الصين من الذهب إلى 74.06 مليون أوقية مع نهاية سبتمبر.