بحث

وول ستريت تتنفس بخفض مرتقب والعالم يحبس أنفاسه


وول ستريت تتنفس بخفض مرتقب … والعالم يحبس أنفاسه

1.الاقتصاد كسلاح جيوسياسي :

ما يقدمه الفيدرالي الأمريكي من إشارات حول خفض الفائدة ليس استجابة بحتة للتباطؤ الاقتصادي، بل إدارة صراع عالمي عبر الدولار .

 ففي اللحظة التي تخسر فيها واشنطن بعض أوراقها في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تسعى لإعادة تثبيت موقعها عبر السيطرة المالية .

2.إغراق الأسواق الناشئة :

أي خفض للفائدة سيجذب السيولة نحو الأسواق الأمريكية، لكنه يترك الاقتصادات الهشة في إفريقيا وآسيا – ومنها دول عربية – عرضة لانهيارات عملاتها وتضخم أسعار السلع .

 هنا يُعاد إنتاج نمط الهيمنة : واشنطن تنتعش، فيما الأطراف الأخرى تتحمل الكلفة .

3.رسائل غير معلنة إلى بكين وموسكو  :

الصين تحاول تثبيت عملتها اليوان في التجارة الدولية، وروسيا تلتف على العقوبات بالدفع بالروبل والذهب .

خطوة الفيدرالي هي بمثابة قطع الطريق على أي محاولة لتقويض هيمنة الدولار، عبر إبقاء واشنطن المزوّد الأكبر للسيولة الآمنة .

4.التقاطعات مع ملفات الشرق الأوسط : لا يمكن فصل هذه السياسة عن الميدان الملتهب :

•في غزة: الانهيار الإنساني يحتاج إلى تمويل إغاثي عاجل، لكن خفض الفائدة قد يُستخدم كأداة ابتزاز مالي لمن يموّل إعادة الإعمار .

•في اليمن والبحر الأحمر : كل اضطراب في طرق التجارة يرفع كلفة النقل، والولايات المتحدة بحاجة إلى اقتصاد قوي لتمويل وجودها العسكري هناك .

•في الخليج : دول النفط تستفيد مؤقتًا من ارتفاع الطلب، لكنها على المدى البعيد تخسر سيادتها المالية نتيجة اعتمادها على الدولار .

5.الرسالة المخفية إلى الداخل الأمريكي :

التلويح بخفض الفائدة جاء أيضًا في لحظة سياسية داخلية حساسة، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي .

الرسالة تقول : “ الاقتصاد بخير، والمستثمرون في أمان ”. إنها ورقة انتخابية مقنعة بزي قرار اقتصادي .

متعلقات:

آخر الأخبار