بحث

استراتيجية التجويع في اليمن


 

 استراتيجية التجويع في اليمن

1- الحدث بصفته مؤشرًا :

نداء 68 منظمة إغاثية في اليوم الإنساني العالمي ليس مجرد صرخة إنسانية، بل هو إشارة ضغط منسقة، تستهدف تحريك المانحين وصنّاع القرار .

التوقيت مدروس ( يوم عالمي للإنسانية )، والصياغة محمّلة بلغة الكارثة الإنسانية، ما يجعل الرسالة تتجاوز البُعد الخيري إلى البُعد السياسي الدولي .

2- التمويل كسلاح سياسي :

المنظمات ربطت تراجع الدعم بشروط سياسية واقتصادية، أبرزها :

الإصلاحات، مكافحة الفساد، السيطرة على الموانئ. هذا يعني أن المساعدات لم تعد مساعدات، بل أداة تفاوض وضغط تُستخدم لفرض سياسات اقتصادية وأمنية على الأطراف اليمنية، بغض النظر عن الفساد المريع والمستشري في كل مفصل من تدعي شرعية حكمها في البلد، ولا تقوم بتفعل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة العامة لمحاربة الفساد، لإنها فاسدة بالأساس، وفاقد الشيئ لا يعطيه .

 أي أن “الجوع” تحوّل من نتيجة إلى أداة إدارة صراع .

3- أبعاد القوى الإقليمية والدولية :

• بعض القوى الدولية تستخدم المساعدات الإنسانية كوسيلة مشروعة للهيمنة على الموانئ وممرات التجارة .

• القوى الإقليمية تستثمر الأزمة لتوسيع نفوذها السياسي، عبر التحكم في قنوات التمويل وتوزيع المساعدات .

• النتيجة : 

اليمنيون أصبحوا رهائن لمعادلات النفوذ الدولي .

4. الاستراتيجية الكامنة :

هذا الحدث يكشف عن إستراتيجية التجويع الممنهجة :

• مرحلة أولى : خلق اعتماد كامل على المساعدات .

• مرحلة ثانية : تقليص التمويل وربطه بشروط سياسية .

• مرحلة ثالثة : استخدام العوز الإنساني كأداة ضغط تفاوضي .

5. دلالة اللحظة :

أن يأتي هذا النداء من 68 منظمة بشكل جماعي ومتزامن، يعني أن هناك تحولًا في الخطاب الإنساني نحو الاعتراف بدور السياسة في صناعة المأساة .

 إنها ليست مجرد شكوى إنسانية ؛ إنها فضح للعبة الاستراتيجيات الكبرى على حساب الإنسان اليمني، في ظل عدم سعي دول الاقليم لتهيئة الأجواء لخلق أفق منطقي لإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل في اليمن الكبير، والتوقف عن التدخل في شؤونه الداخلية واحتلال جزره وأراضيه .

متعلقات:

آخر الأخبار