الاضراب والمظاهرات الاسرائيلية - تحليل إستراتيجي للسيناريوهات المحتملة والتأثيرات المتوقعة
السيناريو (1) : المضيّ قُدمًا مع تعديلات تكتيكية
الخلاصة :
الحكومة الإسرائلية تواصل خطتها العسكرية مع بعض “الفرملة” التكتيكية لتفادي كلفة داخلية / خارجية مفرطة .
• الدوافع :
حسابات بقاء نتنياهو السياسي، تماسك ائتلاف اليمين – اليمين المتطرف، الرهان على “إنجاز” عسكري .
• كيف يبدو عمليًا ؟
• توسيع عمليات محدودة / متقطّعة بدل غزو شامل متواصل .
• رسائل داخلية “ نستمع للعائلات ” مع توجيه اللوم إلى حماس بشأن الرهائن .
• زيادة القصف / الاغتيالات مع إدارة الإيقاع لتجنّب صدمة رأي عام أكبر .
• مؤشرات إنذار مبكر :
1- استمرار اعتقالات المتظاهرين مع تجنّب صدامات دموية واسعة .
2- خطاب حكومي يَعِد بـ“مراحل” و“ممرات إنسانية” دون تغيير في الهدف .
3- دعم أمريكي لفظي مشروط ( انتقادات حقوقية بلا أدوات ضغط صلبة ) .
• النتائج المتوقعة :
تآكل بطيء في شرعية الحكومة داخليًا؛ كلفة بشرية ومادية مرتفعة في غزة ؛ بقاء ملف الرهائن بلا اختراق جوهري .
• تقدير احتمالية :
متوسط – مرتفع .
السيناريو (2) :
تراجع / تأجيل تكتيكي تحت ضغط داخلي – خارجي .
الخلاصة :
لا إلغاء للأهداف، لكن يتم “تعليق” أو “إعادة جدولة” الغزو على وقع شلل مدني متصاعد ورسائل حادة من الحلفاء .
• الدوافع :
خشية انفلات جبهة الداخل ( اقتصاد / مؤسسات )، ضغط أمريكي – أوروبي مرفق بأثمان سياسية / عسكرية ملموسة، مخاطر على أرواح الرهائن .
• كيف يبدو عمليًا ؟
• إعلان “إعادة تقييم العمليات” وربط أي تحرّك بسير مفاوضات الرهائن .
• قبول ترتيبات إنسانية أوسع ( إغاثة / ممرات ) لتخفيف الضغط الدولي .
• تصعيد تفاوضي – استخباراتي حول الرهائن مقابل تهدئة ميدانية مؤقتة .
• مؤشرات إنذار مبكر :
1- انخراط الهستدروت بنقابات الاستيراد / الموانئ أو الكهرباء ( شلل اقتصادي حقيقي ) .
2- تسرّب مشروطية أمريكية ( تجميد شحنات محددة / ذخائر دقيقة ) أو ربط دعم بمسار تفاوضي .
3- انشقاقات داخل الائتلاف أو تمرّد علني من قيادات أمنية سابقة .
• النتائج المتوقعة :
تبريد العمليات الكبرى ؛ نافذة تفاوض رهائن أوسع ؛ تآكل صورة “الحسم” .
• تقدير احتمالية :
متوسط .
السيناريو (3) :
انتكاس سياسي وإعادة تشكيل المشهد ( إسقاط أو تفكك ائتلاف )
الخلاصة :
تتحوّل الاحتجاجات إلى حركة مستدامة تُحدث شروخًا ائتلافية أو تدفع لانتخابات مبكرة / ترتيبات بديلة .
• الدوافع :
تراكم خسائر بشرية / اقتصادية، تعاظم نقمة مؤسساتية، انكشاف فشل في ملف الرهائن .
• كيف يبدو عمليًا ؟
• استقالات / انشقاقات من أحزاب ائتلافية مفصلية .
• تصويتات حاسمة في الكنيست تفشل الحكومة في تمريرها .
• انتقال مركز الثقل لإدارة انتقالية أو صفقة سياسية داخلية .
• مؤشرات إنذار مبكر :
1- اتساع رقعة الإضراب ليشمل قطاعات استراتيجية ( مطارات، موانئ، مصارف، كهرباء ) .
2- خطاب حاد من قادة أمن سابقين / حاليين ضد الخطة .
3- تراجع صريح في استطلاعات الرأي لنتنياهو مع صعود بدائل من داخل اليمين .
• النتائج المتوقعة :
تجميد الخطة أو إعادة تعريفها بالكامل؛ مسار تفاوضي مضغوط حول الرهائن وترتيبات أمنية ؛ إعادة تموضع إقليمي ودولي .
• تقدير احتمالية :
منخفض – متوسط ( يرتفع إذا تحوّل الشلل الاقتصادي إلى واقع مستمر ) .
ما الذي يغيّر المعادلة سريعًا ؟ ( رافعات ضغط / نقاط تحوّل )
• الهستدروت :
دخول النقابة الكبرى رسميًا يُضاعف الكلفة الداخلية فورًا ويُقربنا من السيناريو (2) أو (3) .
• المشروطية الأمريكية الواقعية : ربط الدعم العسكري بوقف عمليات بعينها / انخراط تفاوضي فعّال يضغط بقوة .
• كارثة رهائن :
وفاة / قتل مجموعة رهائن خلال عمليات ميدانية ستقلب الرأي العام وتضعف السردية الحكومية بشدة .
• مفاجأة ميدانية :
فشل عسكري واضح أو خسائر كبيرة للجيش تُسرّع التراجع التكتيكي .
تداعيات على غزة والمنطقة
• غزة : في السيناريو (1) تتفاقم الكلفة الإنسانية بلا انفراجة سياسية ؛ في (2) فرص أعلى لممرات إنسانية وتبادل / هدنة ؛ في (3) احتمال تجميد واسع للعمليات وإطلاق مسار تفاوضي أشمل .
• إسرائيل داخليًا :
(1) استنزاف شرعية وتوتر اجتماعي مزمن ؛ (2) هدنة اجتماعية مشروطة بنجاح ملف الرهائن ؛ (3) إعادة ضبط للحكومة قد ترافقها صفقات مؤلمة .
• إقليميًا :
طول أمد الحرب يرفع مخاطر الاحتكاك مع جبهات أخرى ؛ أما التراجع / التجميد فيفتح باب ترتيبات أمنية بوساطات إقليمية .
خلاصة تنفيذية
• لن يوقف الإضراب والمظاهرات الخطة فورًا بمفردهما، لكنهما يخفضان سرعتها ويغليان كلفتها السياسية .
• التحوّل إلى شلل اقتصادي منظم + مشروطية أمريكية ملموسة + صدمة رأي عام مرتبطة بالرهائن = أعلى احتمال لتأجيل / تجميد جوهري .
• أفضل فرصة للتغيير البنيوي تأتي من تراكم الضغط الداخلي المؤسسي لا من موجة احتجاج واحدة .