بحث

تغيير أنظمة الغذاء يجنب العالم كارثة المناخ و15 مليون وفاة سنويا

السبت 04/أكتوبر/2025 - الساعة: 5:21 ص

بحر العرب- متابعات:

خلصت دراسة حديثة إلى أنه يمكن تجنب حوالي 15 مليون حالة وفاة كل عام، ويمكن أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة الزراعية بنسبة 15%، إذا تحول الناس في جميع أنحاء العالم إلى أنظمة غذائية أكثر صحة تعتمد في الغالب على النباتات.

 

وحسب دراسة لجنة "إيت-لانسيت" (EAT-Lancet)، التي جمعت العلماء في جميع أنحاء العالم لمراجعة أحدث البيانات حول دور الغذاء في صحة الإنسان وتغير المناخ والتنوع البيولوجي، فإنه من دون تغييرات جوهرية في النظام الغذائي، سيكون أسوأ آثار تغير المناخ أمرا لا مفر منه حتى لو نجح البشر في التحول إلى طاقة أنظف.

 

وقال المؤلف المشارك في الدراسة ورئيس معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ يوهان روكستروم "إذا لم نبتعد عن مسار الغذاء غير المستدام الذي نسلكه اليوم، فسنفشل في تحقيق أجندة المناخ، سنفشل في تحقيق أجندة التنوع البيولوجي، سنفشل في تحقيق الأمن الغذائي، وسنفشل في العديد من المسارات الأخرى".

 

من جهته، قال آدم شرايفر، مديرالصحة والتغذية في معهد هاركين للسياسات العامة والمشاركة المدنية في الولايات المتحدة، إن التقرير الأول للجنة في عام 2019 كان بمثابة "دراسة تاريخية ضخمة حقًا" لاستعدادها لأخذ إصلاح نظام الغذاء على محمل الجد مع الأخذ في الاعتبار الصحة البشرية والبيئية.

 

ويقترح أول تقرير للمجلة "نظامًا غذائيا صحيا كوكبيا" يركز على الحبوب والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات. ويؤكد التقرير المحدث أنه لتحسين الصحة والحد من الاحتباس الحراري، يُنصح بتناول حصة واحدة من البروتين الحيواني وحصة واحدة من منتجات الألبان يوميًا.

 

كما يقترح الحد من تناول اللحوم الحمراء إلى مرة واحدة أسبوعيا تقريبًا. وينطبق هذا بشكل خاص على سكان الدول المتقدمة الذين يُسهمون بشكل غير متناسب في تغير المناخ، ولديهم خيارات أوسع فيما يتعلق بالأطعمة التي يتناولونها.

 

واستندت التوصيات الغذائية الجديدة إلى بيانات حول مخاطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، وليس إلى معايير بيئية، وأكد الباحثون أن صحة الإنسان والكوكب متوافقة.

 

وقال روكستروم إنه قد يبدو "مملًا" أن يصل التحليل إلى النتيجة نفسها بعد 6 سنوات، لكنه يجد هذا مطمئنا لأن علم الأغذية مجال سريع الحركة مع العديد من الدراسات الكبيرة وتحسين التحليلات.

 

يُعدّ الطعام من أعمق الخيارات الشخصية التي يمكن للإنسان اتخاذها، و"الصحة تهمّ الجميع"، كما قال روكستروم. وبينما يُعدّ التعامل مع التحديات العالمية معقدا، فإن ما يمكن للأفراد فعله بسيط نسبيًا مثل تقليل استهلاك اللحوم دون الاستغناء عنها تمامًا.

 

وتقول الباحثة المشاركة في منظمة "بروجيكت دروداون" غير الربحية لعلوم المناخ إميلي كاسيدي "يربط الناس بين ما يأكلونه وهويتهم، وقد تُخيفهم الأنظمة الغذائية الصارمة، لكن حتى التغييرات البسيطة تُجدي نفعا".

 

صحة الكوكب والإنسان

يؤكد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة أن الغذاء يمر بعدة خطوات من نمو ومعالجة ونقل وتوزيع وتحضير واستهلاك والتخلص منه في بعض الأحيان، وكل خطوة من هذه الخطوات تولد غازات دفيئة تحبس حرارة الشمس وتسهم في تغير المناخ. وحسب تقرير لمجلة "نيتشر"، يرتبط أكثر من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان بالغذاء.

 

ويشير الباحثون في الدراسة الجديدة إلى أن اختياراتنا الغذائية قد تؤدي إلى دفع الكوكب إلى نقطة تحول مناخية، وخلصوا إلى أن طبيعة أنظمة الغذاء هي السبب الأكبر في دفع الأرض إلى حافة عتبات كوكب صالح أو غير صالح للعيش.

 

ونظر الباحثون إلى ما هو أبعد من تغير المناخ وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى عوامل تشمل التنوع البيولوجي واستخدام الأراضي ونوعية المياه والتلوث الزراعي.

 

من جهته، قالت أستاذة أنظمة الغذاء في جامعة ولاية أريزونا كاثلين ميريجان إن التقرير يتعمق بما يكفي لإظهار مدى ترابط ممارسات الزراعة والعمل وعادات الاستهلاك، وجوانب أخرى من إنتاج الغذاء، وإمكانية تغييرها، في ارتباطها بصحة الكوكب والبشر.

 

وخلص الباحثون أيضا إلى أن تغيير الأنظمة الغذائية العالمية وحده قد يؤدي إلى انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الزراعة بنسبة 15%.

 

ويتطلب إنتاج اللحوم، وخاصةً اللحوم الحمراء، إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري. وذكر التقرير أن زيادة إنتاجية المحاصيل وتقليل هدر الغذاء وغيرها من التحسينات قد ترفع هذه النسبة إلى 20%.

 

وتقول إميلي كاسيدي إنه إذا قامت شعوب البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط ​​بالحد من استهلاك لحوم البقر والضأن إلى حوالي حصة واحدة في الأسبوع، كما أوصى تقرير الأخير، فإنها قد تتمكن من خفض الانبعاثات بما يعادل إجمالي الانبعاثات السنوية في روسيا.

 

كما يخلص التقرير إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم محرومون من الغذاء الكافي، أو من بيئة صحية، أو من عمل لائق في النظام الغذائي. وتواجه الأقليات العرقية، والشعوب الأصلية، والنساء والأطفال، وسكان مناطق النزاع، مخاطر محددة على حقوقهم الإنسانية وقدرتهم على الحصول على الغذاء.

 

مع اقتراب محادثات الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بالبرازيل، يأمل روكستروم وباحثون آخرون أن يُدمج قادة دول العالم الرؤى العلمية المتعلقة بالنظام الغذائي في سياساتهم الوطنية باعتبارها وثيقة الصلة بالتغير المناخي العالمي وصحة الكوكب.

 

المصدر: الجزيرة - أسوشيتد برس

متعلقات:

آخر الأخبار