بحث

اليمن: "أسبيدس" تعلن انقاذها ل19 بحّاراً إثر هجوم فيه بصمات حوثية

الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - الساعة: 5:15 م

بحرالعرب_متابعات:

 

 

أعلنت المهمة البحرية الأوروبية "أسبيدس"، الثلاثاء، نجاحها في تنفيذ عملية إنقاذ لطاقم سفينة تجارية ترفع العلم الهولندي جنحت بخليج عدن بعد هجوم يحمل بصمات الحوثيين المتحالفين مع إيران، مؤكدة سلامة جميع البحارة البالغ عددهم 19 فرداً، أحدهم مصاب نُقل على وجه السرعة إلى جيبوتي لتلقي العلاج.

 

وقالت القوة الأوروبية في تحديث جديد إنها أكملت مرحلتي انتشال البحارة والإجلاء الطبي، موضحة أن عشرة من أفراد الطاقم صعدوا إلى متن فرقاطة يونانية، فيما نقل ثمانية آخرون إلى فرقاطة فرنسية، بينما جرى إجلاء أحد البحارة المصابين بجروح خطيرة مباشرة إلى جيبوتي عبر مروحية.

 

وأضاف البيان أن العملية نُفذت بنجاح رغم خطورة الموقف، مجددة التزامها الكامل بـحماية أرواح البحارة والمساهمة في ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن البحري في واحد من أكثر الممرات حيوية وهشاشة في العالم.

 

وبحسب إفادات القوة الأوروبية، فإن السفينة "إم في مينرفاغراخت" تعرضت لهجوم على بُعد نحو 128 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن يوم الاثنين، ونتيجة لذلك، اندلعت النيران في السفينة التي فقدت السيطرة، وظلت حتى مساء الثلاثاء تجرفها الأمواج وسط مخاوف من أضرار بيئية محتملة.

 

وفيما يتوقع أن يتبنى الحوثيون هذا الهجوم، أشارت "أسبيدس" إلى أن السفينة لم تطلب حماية مسبقة من أصولها البحرية المنتشرة في المنطقة، ما جعل التدخل يتم في إطار الاستجابة الطارئة.

 

وأُطلقت مهمة "أسبيدس" مطلع العام لتعزيز حماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية، وتقتصر مهامها على مرافقة السفن والدفاع عن النفس، دون توجيه ضربات على الأرض ضد قدرات الجماعة العسكرية، بخلاف العمليات الأميركية والبريطانية.

 

ويقع مقرها في مدينة لاريسا اليونانية، ويشارك فيها أسطول بحري من فرقاطات وسفن حربية وطاقم يضم عناصر من 21 دولة أوروبية.

 

في السياق ذاته، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقارير عن إصابة السفينة بمقذوف مجهول أدى إلى اندلاع حريق في مؤخرة السفينة.

 

وأوضحت أن قبطان إحدى السفن المجاورة أبلغ عن رؤيته دخاناً ورذاذ مياه يتصاعدان من مكان الضربة، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة طبيعة المقذوف والجهة المسؤولة عن الهجوم.

 

ودعت الهيئة جميع السفن المارة إلى توخي أقصى درجات الحذر والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.

 

ويأتي الهجوم الأخير في سياق حملة تصعيدية تقودها الجماعة الحوثية منذ أواخر عام 2023 ضد سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، بزعم ارتباطها بإسرائيل.

 

وتقول الجماعة إنها ستواصل عملياتها حتى وقف الحرب على قطاع غزة، في حين تتهمها الحكومة اليمنية بتنفيذ أجندة إيرانية وبتوظيف الملف الفلسطيني للمزايدة السياسية والهروب من استحقاقات السلام.

 

وتسببت هذه الهجمات في إرباك حركة التجارة العالمية، حيث اضطرت بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح بعيداً عن البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وتأخر سلاسل التوريد. كما ارتفعت أسعار التأمين البحري بشكل كبير بسبب المخاطر الكثيرة.

 

ووفق بيانات عسكرية غربية، أسفرت الهجمات الحوثية حتى الآن عن غرق أربع سفن في البحر الأحمر، وقرصنة سفينة خامسة، وتضرر كثير من السفن الأخرى. وخلال هذه الهجمات، قُتل نحو 9 بحارة، فيما لا تزال الجماعة تحتجز 12 بحاراً على الأقل. وكان آخر الهجمات المميتة في يوليو الماضي حين أدت الهجمات الحوثية إلى غرق سفينتين مملوكتين لجهات يونانية.

 

وتعكس عملية الإنقاذ الأخيرة حجم التحديات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي في تأمين الملاحة عبر البحر الأحمر وخليج عدن. فبينما نجحت قوة "أسبيدس" في إنقاذ أرواح البحارة، فإن بقاء السفينة مشتعلة وتائهة يثير القلق من تداعيات بيئية، فضلاً عن التهديد المستمر للسفن الأخرى.

 

وأكدت القوة الأوروبية أنها لن تتوانى عن التدخل لحماية البحارة ومواجهة المخاطر التي تهدد التجارة البحرية، داعية في الوقت ذاته جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها تأجيج الوضع  في المنطقة.

 

وترى الحكومة اليمنية أن استمرار هذه الهجمات يعكس استراتيجية الحوثيين للهروب من أي تسوية سياسية داخلية، فيما حذرت تقارير دولية من أن مصالح أكثر من 55 دولة تأثرت مباشرة بالعمليات الحوثية، بما يهدد التدفق الحر للتجارة العالمية عبر البحر الأحمر، أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الدولي.

متعلقات:

آخر الأخبار