بحث

"المسيّرات المشبوهة" تثير مخاوف أمنية في بلجيكا

الخميس 13/نوفمبر/2025 - الساعة: 6:21 م

صحيفة بحر العرب - متابعات

تشهد بلجيكا حالة استنفار أمني عقب رصد تحليق طائرات مسيّرة مجهولة قرب مواقع حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومطارات ومحطة طاقة نووية، ما أثار مخاوف من احتمال وجود محاولات تجسس أو تدخل خارجي.

ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، فإن السلطات البلجيكية تحقق في 17 حادثة مرتبطة برصد مسيّرات متفاوتة الأحجام في أنحاء متفرقة من البلاد، يُشتبه في أن بعضها يرتبط بمحاولات لزعزعة الاستقرار أو جمع معلومات استخباراتية.

وتزايدت البلاغات منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، حين تم رصد أول مسيّرة فوق معسكر "إلسنبورن" العسكري، قبل أن تتكرر الحوادث بشكل مكثف مطلع نوفمبر، ما أدى إلى تعطيل حركة الطيران في مطار بروكسل-زافينتيم وإلغاء عشرات الرحلات الجوية.

وأشارت النيابة العامة الفيدرالية إلى صعوبة التمييز بين الطائرات التي يشغلها أفراد محليون مخالِفون للقوانين وتلك التي قد تديرها جهات أجنبية. فيما اعتبرت الحكومة البلجيكية أن الأمر يبدو "عملاً منسقاً تقف وراءه دولة"، دون توجيه اتهام رسمي، رغم أن الترجيحات تشير إلى روسيا.

ويرى مراقبون أن التحركات المشبوهة للمسيّرات تأتي في سياق ما تصفه أوروبا بـ"الحرب الهجينة" التي تشنها موسكو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وتشمل أعمال تخريب وهجمات إلكترونية وتنفيذ عمليات غير مباشرة يمكن إنكارها.

ويعتقد خبراء أن بلجيكا باتت هدفاً محتملاً بسبب احتضانها مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلاً عن احتفاظها بجزء كبير من الأصول الروسية المجمدة في مؤسسة "يوروكلير" المالية في بروكسل.

وفي هذا السياق، ربط وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس تحليق المسيّرات بالجدل الدائر حول استخدام تلك الأصول، معتبراً أنها "رسالة تحذير" من موسكو.

واتخذت بلجيكا سلسلة إجراءات لتعزيز قدراتها الدفاعية، منها الحصول على دعم لوجستي من جيوش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وإقرار موازنة طارئة بقيمة 50 مليون يورو لتحديث أنظمة الدفاع الجوي، ضمن خطة شاملة بقيمة نصف مليار يورو لمكافحة الطائرات المسيّرة.

ويعمل الاتحاد الأوروبي بالتوازي على إنشاء شبكة لرصد المسيّرات واعتراضها، إلا أن تنفيذ المشروع سيستغرق عدة سنوات، مع إعطاء الأولوية للدول الشرقية المتاخمة لروسيا.

متعلقات:

آخر الأخبار