بحث

خبراء فرنسيون.. "تبادل السجناء مع إيران يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز مجرد قضية إنسانية"

السبت 13/سبتمبر/2025 - الساعة: 9:20 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

قال خبراء فرنسيون متخصصون في الشأن الإيراني، إن إعلان طهران عن دخول مفاوضات تبادل السجناء مع فرنسا مرحلتها النهائية، في هذا التوقيت الحساس، يحمل أبعادا سياسية تتجاوز مجرد قضية إنسانية.

 

ويرى هؤلاء أن طهران تستخدم ملف السجناء كورقة ضغط في سياق إقليمي متفجر، يشمل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والمواجهة مع الغرب حول الملف النووي.

 

من جانبه، قال الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، تييري كوفيل، إن "توقيت الإعلان الإيراني ليس بريئا".

 

وأوضح بأن "إيران تحاول استثمار التوتر الإقليمي، خصوصا الحرب القصيرة مع إسرائيل، لإظهار أنها قادرة على التفاوض في الوقت الذي تواجه فيه عزلة دولية متصاعدة".

 

واعتبر كوفيل أن ملف السجناء أصبح جزءا من استراتيجية أوسع لتخفيف الضغوط الغربية وكسب أوراق تفاوضية في ملفات كبرى، مثل البرنامج النووي.

 

بدوره، قال برنار هوريك، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي والخبير في الشأن الإيراني، إن طهران "تستخدم السجناء كورقة مساومة دائمة".

 

وأشار هوريك إلى بُعد رمزي مهم في الإعلان الإيراني، قائلًا: "الإعلان في هذا التوقيت، بعيد سقوط حكومة بايرو في فرنسا وتشكيل حكومة لوكورنو، يُوصل رسالة مزدوجة: من جهة، استعداد إيران للتفاهم مع القيادة الفرنسية الجديدة، ومن جهة أخرى، تأكيد أنها تملك أوراق ضغط حقيقية على باريس".

 

وكانت السلطات الإيرانية أعلنت، مساء الخميس، أن التحضيرات لتبادل السجناء بين فرنسا وإيران دخلت مرحلتها النهائية. ويُحتجز ثلاثة فرنسيين – جاك باري، سيسيل كوهلر، ولينارت مونترلوس – في السجون الإيرانية.

 

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الخميس، أن اتفاقا لتبادل السجناء الفرنسيين المحتجزين في إيران مقابل امرأة إيرانية مسجونة في فرنسا "يقترب من مرحلته النهائية".

 

وقال عراقجي في مقابلة تلفزيونية: "يمكنني القول الآن إننا وصلنا إلى النقطة التي بات فيها الاتفاق على تبادل السجناء الفرنسيين في إيران يقترب من مرحلته النهائية"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

 

ويشمل الاتفاق المقترح مهدية إسفندياري، وهي إيرانية اعتُقلت في فرنسا في فبراير الماضي، بتهمة الترويج للإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وكانت إيران طالبت مرارا بالإفراج عنها، معتبرة أن اعتقالها "غير عادل".

 

وكانت فرنسا رفعت في مايو الماضي دعوى ضد طهران أمام محكمة العدل الدولية؛ بسبب احتجاز اثنين من مواطنيها – سيسيل كوهلر (40 عامًا) وجاك باري (72 عامًا) – ووصفت باريس اعتقالهما بأنه "احتجاز كرهائن من قبل الدولة".

 

واعتُقل كوهلر وباري في 7 مايو 2022، واتُّهما بالتجسس لصالح إسرائيل، الخصم الإقليمي اللدود لإيران. وقد وصفت عائلتاهما وضعيهما بأنهما "يتدهوران بشكل يائس".

 

يُذكر أن المعتقلين الفرنسيين يشكلون جزءا من نحو عشرين أوروبيًّا محتجزين في إيران، من بينهم لينارت مونترلوس، شاب فرنسي-ألماني يبلغ من العمر 19 عامًا، اعتُقل في يونيو خلال رحلته بالدراجة من أوروبا إلى آسيا، وذلك خلال الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل.

متعلقات:

آخر الأخبار