اليمن: إدارة التنبؤات الجوية توضح أسباب تكوُّن العواصف الترابية بعدن
بحرالعرب_عدن_علاء بدر
تتعرض العاصمة عدن بين الحين والآخر لعواصف ترابية ورملية تؤثر على جودة الهواء ومدى الرؤية الأفقية، ويُعزى ذلك إلى عدد من العوامل الجوية والجغرافية.
وفي هذا الصدد التقت "صحيفة بحرالعرب" بمدير إدارة التنبؤات الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد علي جمال باتيسير، للحديث معه حول هذه الظاهرة.
وقال باتيسر: "إن أهم أسباب تكون العواصف الرملية والترابية هي الرياح الموسمية الجنوبية الغربية خلال أشهر الصيف، لا سيما في شهري يوليو وأغسطس، حيث تنشط الرياح الموسمية الجنوبية الغربية نتيجة لامتداد المنخفض الجوي الموسمي الهندي، مما يؤدي إلى زيادة سرعة الرياح على المناطق الساحلية الجنوبية، ومنها محافظة عدن، وبالتالي إثارة الرمال والأتربة، داعيًا من يعانون من مرض ضيق التنفس (الربو) وسائقي السيارات في الطرق الطويلة أخذ الحيطة والحذر من هذه الرمال التي تتشكَّل في الهواء بشكل مفاجئ سواءً في المدن أو بالمناطق الترابية النائية".
وأضاف بأن الرياح الهابطة من السحب الركامية الهابطة القوية الناتجة عن السحب الركامية الرعدية المتشكلة فوق المرتفعات الشمالية المجاورة لعدن تساهم في إثارة الأتربة والغبار، نتيجة اندفاعها نحو الجنوب باتجاه السواحل، مما يزيد من فرص تشكّل العواصف الترابية، مضيفًا أن مدينة عدن تقع على الشريط الساحلي الجنوبي، مما يجعلها عرضة لتأثير الرياح النشطة التي تعمل على إثارة الرمال من المناطق المحيطة، وتتسبب هذه العوامل في انخفاض مدى الرؤية الأفقية وتشكل ما يُعرف بـ"الأتربة والرمال المثارة".
وأوضح مدير إدارة التنبؤات الجوية أن موجات الغبار المنقولة من المناطق الصحراوية الشمالية والشمالية الشرقية تؤدي إلى زيادة تركيز العوالق الترابية في أجواء محافظة عدن والمناطق المجاورة، خاصة أثناء امتداد التيارات الهوائية الشمالية والشمالية الشرقية، بالإضافة إلى ضعف الغطاء النباتي في المناطق المحيطة، إلى جانب جفاف التربة الناتج عن قلة الأمطار، في جعل التربة سهلة التفتت والانتقال مع الرياح، مما يزيد من احتمالية حدوث العواصف الترابية عند نشاط الرياح.
وأكد الخبير الجوي أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفترات الجافة تقود نحو ارتفاع تواتر موجات الغبار والعواصف الرملية، وامتداد تأثيرها إلى مناطق كانت أقل عرضة سابقًا، ومنها عدن.
