عدن... الحياة اصبحت تشبه الموت
عدن((بحر العرب))علاء احمد بدر
لم يعد وضع المواطن في العاصمة عدن يفرق عن أوضاع الفلسطينيين في غزة المنكوبة إذا استمر الحال على ما هو عليه دون إيجاد أي حلول، فعدن ستتحول إلى غزة أخرى في حال تغيبت خدمة الكهرباء عن منازل ومساكن الناس.
أكثر من اثني عشرة ساعة مدة انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مناطق العاصمة عدن وتزيد عدد الساعات عن ذلك في أحياء أخرى لتصل إلى أكثر من 15 ساعة متواصلة.
تقول إحدى الأمهات بعدن من يصدق أننا في العام 2025م.. أولادنا وبناتنا ما بين 10 إلى 15 عامًا لا يعلمون أن الكهرباء تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم، وكل دول العالم لديها كهرباء ما عدا العاصمة عدن"، مضيفة أن "الأبناء الصغار لن يصدقوننا عندما نخبرهم أن مدينة عدن كانت لا تنقطع عنها الكهرباء ولا ينعدم عنها الماء في العقود الماضية من القرن العشرين، ولذا فإن قلبي يتقطع من القهر لما آلت إليه الأوضاع".
ويتحدث آخر أن المشكلات تتوالى على المواطن كل واحدة أعظم من سابقتها، مشيرًا إلى أن الكهرباء مقطوعة والماء غير متوفر وشبكة الاتصالات رديئة، وأسعار الطعام ترتفع يومًا عن يوم، وقيمة الريال اليمني تتهاوى كل يوم والمرتبات لا تصرف، متسائلًا كيف سيعيش المواطن العدني وهذه المصائب تعصف به من كل جانب؟.
ومن جانبٍ آخر تساءلت الصحيفة عن نتائج ما أعلنه وزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يمين بخصوص المرحلة الأولى من خارطة طريق جديدة لإصلاحات جوهرية في قطاع كهرباء عدن قيمتها 150 مليون دولار؟.
وفي تفاصيل الخبر المنشور يوم الخميس الموافق 6 مارس 2025م أن وزير الكهرباء أكد على هامش انعقاد ورشة العمل في العاصمة عدن والمكرسة لمناقشة مخرجات دراسة "الخطة الرئيسية للطاقة في عدن" على أهمية الشراكة مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية والجهات المانحة والداعمة لليمن، والعمل على الاستفادة من مجالات الدعم لتعزيز خطط وزارة الكهرباء في تطوير القطاع والمضي في تنفيذ الإصلاحات المتخذة والشروع نحو الانتقال في تنفيذ مشاريع الطاقة.
وفي سياق الخبر فقد شدد مانع بن يمين على أهمية الانتقال من مرحلة التخطيط إلى عملية التنفيذ الفعلي لتلك المخرجات والخطط والمشاريع الاستراتيجية لضمان استدامة الطاقة، وتعزيز الصمود الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين البنية التحتية لشبكات النقل والتوزيع من خلال تطوير المحطات التحويلية وخطوط النقل، بتمويل مقترح يقدر بـ 150 مليون دولار كمرحلة أولى عبر منح من البنك الدولي (IDA)، وذلك لتمهيد الطريق لإنجاز مشاريع مستقبلية، تشمل إدخال مصادر طاقة متجددة وتعزيز كفاءة قطاع الطاقة عبر إدخال حلول مستدامة تتناسب مع المصادر المتاحة، إضافة إلى تقوية القدرات المؤسسية للوحدات التنفيذية العاملة في القطاع.. والسؤال أين أصبح كل ما ذُكِر في ذلك التصريح؟.
إلى ذلك طالعنا الموقع الرسمي لمجلس الوزراء أن وزير الكهرباء والطاقة قدم إحاطة للمجلس حول وضع الخدمة والجهود المستمرة لتحسينها وتخفيف معاناة المواطنين، مستعرضًا تقريرًاً مفصلًا عن وضع خدمة الكهرباء والجهود المبذولة لتحسينها وتخفيف معاناة المواطنين.
ذلك الاجتماع الحكومي الذي احتضنته العاصمة عدن وسط أجواء باردة بفعل أجهزة التكييف المركزية التي تعمل ليلًا ونهارًا في غرف قصر معاشيق، فيما أهالي المدينة يبحثون عن نسمة هواء في الشوارع لكي يستنشقونها وسط درجة حرارة عالية ورطوبة مرتفعة.