بحث

"كوين فيفيان" سفينة صينية تصل مدينة طرطوس السورية منذ 14 عاما

الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - الساعة: 11:06 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

وصلت السفينة التجارية "كوين فيفيان" إلى ميناء  طرطوس السوري قادمة من الصين، في أول عملية استيراد مباشرة من الصين منذ 14 عاما، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية سانا، فيما يعد علامة فارقة في التعافي الاقتصادي لسوريا بعد سنوات من الحرب والعقوبات. 

 

وبدأت عمليات تفريغ الحمولة التي تبلغ نحو 16 ألف طن من الصلب ومعدات متنوعة، فور وصولها، فيما أعلنت الهيئة العامة للموانئ أن العملية تمت بالإنابة عن شركة شنغهاي، مؤكدة على أهميتها كخطوة أولى لإعادة ربط سوريا بسلاسل الإمداد الدولية.

 

وأفادت تقارير أن الاقتصاد السوري خسر نحو 800 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بين 2011-2024، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، بينما تشير تقارير أخرى إلى أكثر من 656 ألف قتيل منذ اندلاع النزاع في 2011، ومع رفع العقوبات من قِبَل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، تتيح هذه الشحنة إمكانية إعادة تشغيل قطاعات البناء والصناعة والبنية التحتية التي تضررت بشدة.

 

وبحسب مراقبين فإن هذه الشحنة تتزامن مع استثمارات واسعة في ميناء طرطوس، حيث وقعت الهيئة العامة للموانئ العام الماضي، عقداً مع شركة < موانئ دبي العالمية > لتطوير الميناء بقيمة 800 مليون دولار؛ بهدف تحويله إلى مركز إقليمي يربط سوريا مع جنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشمل خطة التطوير تجهيز أرصفة الحاويات والمعدات الحديثة وأنظمة التتبع الرقمية؛ ما يرفع كفاءة المناولة ويجعل طرطوس بوابة تجارية أساسية لسوريا بعد سنوات من العزلة.

 

كما يرى الخبراء أن هذه الشحنة تعد خطوة مهمة في إعادة توجيه الاقتصاد السوري نحو الأسواق العالمية، خصوصا مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، حيث تراجعت التجارة بين البلدين بنسبة 16.2% لتصل إلى 357.57 مليون دولار في 2023 بسبب العقوبات، ومع رفع العقوبات، من المتوقع أن تتسارع حركة الاستيراد والتصدير؛ ما يعزز القطاعات الصناعية والبنية التحتية ويخلق فرص عمل جديدة في مرحلة إعادة الإعمار.

 

 وتضع إعادة فتح الموانئ السورية واستقبال الشحنات المباشرة من الصين ودول أخرى مثل البرازيل وكوريا الجنوبية وروسيا وأوكرانيا، سوريا مجدداً على خريطة التجارة الإقليمية، وقد يسهم هذا في تعزيز موقع الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع على المستوى الدبلوماسي، ويتيح لها الانفتاح على مزيد من الاستثمارات الأجنبية.

 

وتشير الشحنات الأخرى هذا الشهر، مثل 32,800 طن من السكر من البرازيل ووصول 2,000 سيارة من كوريا الجنوبية، إلى بداية تنويع مصادر الواردات، كما تم استلام شحنات من القمح وصلت إلى 31,750 طنا؛ ما يعكس إعادة بناء سلسلة الغذاء الأساسية في سوريا، ويعزز قدرة البلاد على استعادة استقرارها الغذائي والاقتصادي بعد سنوات من النزاع والعزلة الدولية.

 

وبحسب محللين فإن الشحنة الصينية إلى سوريا لا تمثل مجرد نقل بضائع، بل تمثل أيضا مؤشرًا استراتيجيًا على بداية مرحلة جديدة من إعادة البناء الاقتصادي والانفتاح الدولي، مع آثار مباشرة على الاقتصاد الوطني، والبنية التحتية للموانئ، والعلاقات الدبلوماسية، وإعادة دمج سوريا في أسواق العالم.

متعلقات:

آخر الأخبار