بحث

اليمن: اليونسكو توقف مشاريعها في المدن التاريخية بمناطق سيطرة الحوثيين

الاثنين 27/أكتوبر/2025 - الساعة: 5:19 م

بحر العرب ـ اليمن ـ متابعات:

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وقف مشاريعها التنموية والترميمية في المدن التاريخية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي، وذلك على خلفية انتهاكات متكررة طالت الطابع المعماري والمشهد التراثي للمدينة.

وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو، الدكتور محمد جميح، في بيان رسمي الأحد، أن استمرار ممارسات جماعة الحوثي في تشويه المعالم التاريخية لمدينة صنعاء دفع المنظمة إلى اتخاذ قرار بتحويل جميع مشاريعها إلى المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في الجنوب والشرق.

وأوضح جميح أن جماعة الحوثي عبثت بتراث صنعاء القديمة عبر رفع الشعارات والملصقات على واجهات المباني الأثرية، واستخدام مواد بناء غير مطابقة للمعايير الدولية الخاصة بالحفاظ على المدن التاريخية، مضيفاً أن "الجماعة ختمت هذه الممارسات باعتقال عدد من موظفي اليونسكو الذين كانوا يعملون على حماية تراث المدينة".

وأشار إلى أن صنعاء خسرت مشاريع ترميم وحماية مهمة كانت تنفذها المنظمة، لافتاً إلى أن اليونسكو والجهات المانحة الدولية باتت ترفض تمويل أي مشاريع في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة لانتهاك المعايير الدولية الخاصة بإدارة المواقع التراثية.

وتُعد مدينة صنعاء القديمة من أقدم المدن العربية المأهولة في العالم، إذ يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتضم أكثر من 6 آلاف منزل أثري، و103 مساجد، و14 حماماً عاماً، جميعها بُنيت قبل القرن الحادي عشر، وأُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986.

وفي السياق ذاته، حذر جميح من انتقال مظاهر العبث إلى مدينة شبام التاريخية في محافظة حضرموت، المعروفة بـ"مانهاتن الصحراء"، إثر ظهور شعارات وملصقات سياسية على مبانيها الطينية الشهيرة.

وأكد أن مدينة شبام تُعد موقعاً تراثياً عالمياً محمياً بموجب اتفاقية اليونسكو لعام 1972، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الهوية المعمارية والثقافية للمدينة ومنع أي ممارسات قد تؤدي إلى حرمانها من دعم المنظمة الدولية.

وختم المندوب اليمني تصريحه بالقول: "لقد تجاهلت جماعة الحوثي كل التحذيرات السابقة، حتى اضطرت اليونسكو إلى سحب مشاريعها من صنعاء. ندعو اليوم جميع الجهات إلى حماية المدن التاريخية من التسييس، وصونها كإرث إنساني لا يخص اليمنيين وحدهم، بل البشرية جمعاء".

متعلقات:

آخر الأخبار