بحث

روسيا تعلن اقتراب الصفقة الكبرى مع واشنطن وكييف

الاثنين 27/أكتوبر/2025 - الساعة: 11:03 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

خرجت موسكو بتصريحات تحمل جرعة غير مسبوقة من التفاؤل بشأن قرب التوصل إلى "حل دبلوماسي" لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم أسبوعٍ شهد واحداً من أكثر فصول التصعيد سخونة منذ شهور. 

 

وأعلن المبعوث الروسي كيريل دميترييف، السبت، أن بلاده والولايات المتحدة وأوكرانيا تقترب من اتفاق، مؤكدًا أن قمة بوتين وترامب لم تُلغَ فعليًا، في إشارة إلى أن المسار السياسي لم يُغلق بعد.

 

المفارقة، أن هذا التفاؤل الروسي جاء بعد أيام من عقوبات أمريكية قاسية استهدفت شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، اللتين تمثلان نصف إنتاج  روسيا من النفط الخام، إلى جانب إلغاء القمة الروسية الأمريكية في بودابست. 

 

ويؤكد خبراء أن التفاؤل الروسي الأخير يعكس قناعة متزايدة لدى موسكو وواشنطن وكييف بأن الحرب وصلت إلى مرحلة الإنهاك؛ ما يفرض البحث عن مخرج سياسي قبل أن تتسع كلفة المواجهة. 

 

وأشار الخبراء إلى أن الأطراف الثلاثة بدأت تدرك أن استمرار الصراع لن يغيّر موازين القوى، لذلك تُطرح الآن "صيغة تفاهم واقعية" تضمن مصالح موسكو الأمنية، وتمنح كييف مظلة أوروبية بعيدًا عن حلف الناتو.

 

وأضافوا أن روسيا تستخدم ما وصفوه بـالأيكيدو الدبلوماسي لتوظيف الضغوط الدولية لصالحها، فيما تسعى واشنطن إلى حفظ توازن المصالح مع موسكو دون خسارة أوكرانيا سياسيا؛ وهو ما يجعل أي قمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب خطوة رمزية لتثبيت هذا المسار، بدلًا من الإعلان عن اتفاق نهائي.تفاهم ضمني. 

 

وقال مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، إن الصراع المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا يتجه نحو صيغة اتفاق حتمي، موضحًا أن الطرفين وصلا إلى قناعات متبادلة، وأن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط لإصلاح حال أوكرانيا، لكنها في الوقت نفسه تسعى لإرضاء موسكو.

 

وأضاف كابان، أن الاتفاق المرتقب سيكون داخل الأراضي الأوكرانية، فروسيا تسعى للحصول على مناطق محددة، ولا تستطيع كييف رفض هذه الشروط؛ لأن عدم القبول يعني استحالة الدخول في أي حوار.

 

وأشار إلى وجود "تفاهم ضمني" حول مستقبل أوكرانيا، التي قد تظل بعيدة عن حلف الناتو، لكنها قد تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في إطار دول أوروبا الشرقية، على أن تكون هناك قوات أوروبية وأمريكية لضمان الأمن الحدودي بين موسكو وكييف.

 

ولفت كابان إلى أن مناطق أوكرانية مثل دونباس قد تتبع روسيا بحكم الأغلبية السكانية، معتبرًا أن هذه الصيغة قد تكون الأكثر قبولًا للطرفين.

 

وأكد أن نهاية الصراع الروسي الأوكراني باتت قريبة، بعد أن توغلت روسيا داخل الأراضي الأوكرانية وسيطرت على مناطق استراتيجية، في حين أمّنت أوكرانيا طريقها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

 

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في موسكو، د. ميرزاد حاجم، إن ما يجري حاليا يمكن وصفه بأنه استخدام لما يسمى بـ"الأيكيدو الدبلوماسي"، مشيرا إلى أن الإجراءات العسكرية والسياسية ستستمر وفق النهج الذي حددته موسكو، وأن الحديث عن السلام في هذه المرحلة لا يزال مبكرا.

 

وأكد حاجم، أن روسيا ترى أن أي مفاوضات سلام لن تُطرح قبل استيفاء جميع الشروط التي وضعتها مسبقا، مضيفا أن جميع الأعمال القتالية النشطة مستمرة، ويمكن الحديث عن السلام فقط عندما يتم تحقيق الأهداف الميدانية.

 

وأوضح أن موسكو دائما مع العملية الدبلوماسية، لكنها لن تقع مجددا في فخاخ اتفاقيات مثل "مينسك-1"، و"مينسك-2"، في إشارة إلى التجارب السابقة التي تعتبرها روسيا مجحفة لمصالحها.

 

وأشار حاجم إلى أن مفهوم "الأيكيدو الدبلوماسي" يعكس طبيعة السياسة الروسية الراهنة، باعتباره فنا يعتمد على استخدام قوة الخصم ضده، موضحا أن موسكو تسعى من خلال هذا النهج إلى تحقيق مكاسب استراتيجية عبر مزيج من الحزم العسكري والانفتاح الدبلوماسي.

 

وأوضح حاجم أن هذا الأسلوب يظهر مرونة موسكو في إدارة أزماتها الدولية؛ إذ تحاول استثمار التفاعلات السياسية والاقتصادية لتعزيز موقعها الدولي دون التنازل عن مبادئها أو خطوطها الحمراء.

متعلقات:

آخر الأخبار