بحث

محلل أمريكي: واشنطن تدفع بخطة لنزع السلاح من جميع الأراضي اللبنانية

الثلاثاء 04/نوفمبر/2025 - الساعة: 10:21 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

 

قال المحلل الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي الأمريكي، روبرت باتيلو، إن اللقاء الذي جمع المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، يعكس تحولاً لافتاً في الخطاب الأمريكي تجاه مسألة حصر السلاح في لبنان، مشيراً إلى أن واشنطن باتت تميل نحو مقاربة شاملة تشمل كامل الأراضي اللبنانية، بعد أن كان تركيزها السابق محصوراً في منطقة جنوب الليطاني.

 

وأضاف باتيلو أن هذا التحرك يعكس تصعيداً دبلوماسياً يحمل أبعاداً سياسية وأمنية أوسع، إذ يتجاوز مجرد الالتزام بالقرار 1701 نحو إعادة تعريف مقاربة الولايات المتحدة لدور الدولة اللبنانية وموقع الجيش في معادلة السلاح.

 

وأكد أن هذا الموقف، رغم أهميته الرمزية، لا يزال ضمن الإطار السياسي أكثر من كونه خطوة عملية على الأرض، في ظل غياب خطة واضحة وآمنة للتنفيذ، معتبراً أن أي تحول ميداني حقيقي في هذا الاتجاه يحتاج إلى توافق داخلي لبناني ودعم دولي فعال.

 

وتالياً، نص الحوار:

 

هل يشير لقاء أورتاغوس بالرئيس جوزيف عون إلى تحول في الموقف الأمريكي؟

 

بشأن التحول في السياسة الأمريكية، الولايات المتحدة تركز تاريخياً مطالبها العلنية بنزع السلاح على جنوب لبنان بموجب القرار 1701، ويمثّل هذا الاجتماع تصعيداً خطابياً كبيراً. فالنقاش حول حصر جميع الأسلحة على مستوى البلاد ينقل الموقف من سياسة الاحتواء إلى تحدٍّ مباشر لاستقلالية حزب الله العسكرية.

 

ومع ذلك، يبقى هذا الموقف في الإطار الدبلوماسي طالما أنه غير مدعوم بخطة عمل واقعية وآمنة، وهي غير متوفّرة حالياً.

 

كيف ينظر الجيش اللبناني إلى مطلب حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية؟

 

يواجه الجيش اللبناني معضلة تشغيلية مستعصية، فمع ما يقارب 80 ألف عنصر في مواجهة قوة عسكرية لحزب الله ذات حجم مماثل وترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ، فإن أي مواجهة عسكرية ليست خياراً واقعياً. 

 

بالتالي، إن الدور الأساسي للجيش اللبناني هو الحفاظ على الاستقرار الوطني، وأي صدام مباشر مع حزب الله سيعرّضه للتفكك وربما الدمار، كما قد يشعل حرباً أهلية مدمّرة تؤدي إلى انقسام المؤسسة على أسس طائفية.

 

إلى أي مدى يمكن أن ينجح الضغط الأمريكي في دفع الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار عملياً؟

 

في ظل الانهيار الاقتصادي العميق الذي يشهده لبنان، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 80% وغالبية السكان يعيشون في فقر، فإن استخدام المساعدات الأمريكية كورقة ضغط يُعد سيفاً ذا حدّين. فرغم أهميتها، فإن محاولة استغلالها لدفع الدولة نحو مواجهة مع حزب الله تمثّل قراءة خاطئة للواقع الميداني. 

 

الدولة اللبنانية تفتقر إلى القدرة والإجماع اللازمين لمثل هذا التحرك، كما أن الضغط المفرط قد يؤدي إلى اشتباكات داخلية تهدد الأمن الوطني وتخلّف كارثة إنسانية واسعة.

 

هل يشكل توسيع نطاق قرار حصر السلاح ليشمل كل لبنان خطوة تمهيدية لتفاهم أوسع؟

 

إن توسيع نطاق نزع السلاح ليشمل الأراضي اللبنانية كافة يتماشى مباشرة مع الأهداف الأمنية الإسرائيلية طويلة الأمد.

فهذا التحوّل يعيد صياغة المطلب الجوهري لإسرائيل تفكيك حزب الله كتهديد عسكري ضمن لغة دبلوماسية ترتكز على سيادة الدولة والقانون الدولي.

 

وهو ما يشير إلى جهد منسّق لمعالجة دور حزب الله بشكل منهجي، غير أن العبء الأكبر من هذه المواجهة الجيوسياسية سيقع في نهاية المطاف على كاهل الشعب اللبناني.

متعلقات:

آخر الأخبار