الحوثيون خلفًا لنظام الأسد: اليمن مركزٌ جديد لإنتاج الكبتاغون وتمويل الإرهاب
بحر العرب ـ اليمن ـ متابعات:
حذّرت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية من أن اليمن يشهد تحولًا متسارعًا نحو التحوّل إلى مركز إقليمي جديد لإنتاج وتصدير حبوب الكبتاغون المخدّرة، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران انخرطت في هذه التجارة غير المشروعة لتعويض مصادر تمويلها، مستغلّة الفراغ الذي خلّفه تراجع إنتاج المخدرات في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضحت المجلة في تقرير نشرته حديثًا، أن تجارة الكبتاغون التي ازدهرت لسنوات داخل الأراضي السورية بدأت تدريجيًا في الانتقال إلى مناطق سيطرة الحوثيين، الذين يمتلكون خلفية ممتدة في تجارة القات، قبل أن يتجهوا مؤخرًا نحو تصنيع المخدرات وتوسيع شبكات التهريب.
وأشار التقرير إلى أن السلطات اليمنية الشرعية ضبطت، في يوليو الماضي، نحو مليون ونصف المليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى الأراضي السعودية، قادمة من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وتتراوح أسعار الحبة الواحدة في السوق السعودية بين 6 و27 دولارًا، ما يجعلها مصدر دخل مغرٍ يُستخدم لتمويل المجهود الحربي.
كما أكد التقرير أن الحوثيين بدأوا فعليًا في تصنيع الكبتاغون محليًا، مستفيدين من الطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، وحدودها الطويلة والمفتوحة مع السعودية، ما يتيح لهم النفاذ إلى سوق استهلاكية واسعة وتحقيق عوائد مالية ضخمة تُوظّف في شراء الأسلحة والذخائر، وتنفيذ هجمات تستهدف إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك القواعد الأميركية في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى تصريحات اللواء مطهر الشعيبي، مدير أمن عدن، الذي أعلن في يونيو 2025 عن اكتشاف مصنع لتصنيع الكبتاغون في مناطق سيطرة الحوثيين. كما نقلت عن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تأكيده أن إنشاء المصنع تم بتنسيق مباشر مع النظام الإيراني. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قد كشفت في وقت سابق من عام 2023 عن حصول الحوثيين على مواد ومعدات تمكّنهم من إقامة مصانع مماثلة.
وبيّن التقرير أن نشاط تهريب الكبتاغون لم يعد حكرًا على اليمن أو المنطقة العربية، بل بات يمتد عبر شبكات تهريب عالمية تصل إلى أوروبا والغرب. واستشهد بضبط السلطات الإيطالية عام 2020 شحنة ضخمة تضم نحو 84 مليون حبة كبتاغون في ميناء ساليرنو، بلغت قيمتها التقديرية 1.1 مليار دولار. كما أشار إلى إحباط محاولات تهريب أخرى في الإمارات شملت شحنات قادمة من كندا مرورًا بإسبانيا.
وحذّرت ناشيونال إنترست من أن غياب الرقابة الصارمة من الجانب الأميركي على إنتاج الكبتاغون ومسارات تهريبه قد يُفسح المجال أمام نشوء مراكز تصنيع جديدة داخل اليمن، إلى جانب استمرار النشاط في سوريا ولبنان، رغم تراجع نفوذ الأسد.
ودعت المجلة إلى تحرك أميركي أكثر فاعلية، يتجاوز الاعتماد على العقوبات القديمة التي لم تعد كافية لمواجهة تطوّر الشبكات الإجرامية، مشددة على ضرورة فرض عقوبات مستحدثة ومواصلة استهداف البنى التحتية المالية واللوجستية لتلك الشبكات.
واختتم التقرير بتأكيد أن تجارة الكبتاغون لم تنتهِ بسقوط نظام الأسد، ولن تختفي تلقائيًا مع تغير اللاعبين، بل ستواصل التمدد والتغلغل ما لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة لتعطيل هذه المنظومة التي تموّل الإرهاب في المنطقة.