ترمب يجدد تهديداته ضد نيجيريا «لحماية المسيحيين»... وأبوجا ترفض الاتهامات وتؤكد سيادتها
بحر العرب ـ متابعات:
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تهديده بالتدخل عسكرياً في نيجيريا، بدعوى حماية المسيحيين مما وصفه بـ«القتل الواسع»، في تصريحات أعادت التوتر إلى العلاقات بين واشنطن وأبوجا، وسط نفي نيجيري قاطع للاتهامات ودعوات إلى احترام سيادة البلاد.
وفي تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من فلوريدا، قال ترمب إن «الولايات المتحدة تملك خيارات عسكرية كثيرة» لوقف ما سماه «الاعتداءات على المسيحيين في نيجيريا»، مضيفاً: «إنهم يقتلون المسيحيين بأعداد كبيرة جداً، ولن نسمح بحدوث ذلك». وأوضح أنه طلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) إعداد خطط لعمل عسكري محتمل، ملوّحاً بقطع المساعدات عن أبوجا في حال «استمرارها في التقاعس» عن حماية الأقليات الدينية.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من إعلان الإدارة الأميركية إعادة إدراج نيجيريا على قائمة «الدول التي تثير القلق بشكل خاص» في ما يتعلق بانتهاكات الحريات الدينية، وهي القائمة التي تضم أيضاً الصين وروسيا وباكستان وكوريا الشمالية وميانمار.
في المقابل، نفت الرئاسة النيجيرية صحة الاتهامات، ووصفت تصريحات ترمب بأنها «مضللة» وتعتمد على تقارير قديمة عن تمرد «بوكو حرام» في شمال البلاد. وقال المتحدث باسم الرئيس بولا أحمد تينوبو إن «الإرهاب في نيجيريا يستهدف الجميع من دون تمييز ديني، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غير متدينين».
وأكدت أبوجا أنها ترحب بأي دعم أميركي في مكافحة الجماعات المتطرفة، لكنها شددت على أن أي تعاون يجب أن يتم «في إطار احترام سيادة نيجيريا ووحدة أراضيها». وأضاف المستشار الرئاسي دانيال بوالا أن «أي عمل عسكري داخل نيجيريا لا يمكن أن يتم من طرف واحد»، معتبراً أن تصريحات ترمب «جزء من أسلوبه القائم على الضغط بالقوة لتحقيق مكاسب سياسية»، وفقاً لـ "الشرق الأوسط".
تزامناً مع الجدل، نفت الرئاسة النيجيرية تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء وشيك بين الرئيس تينوبو ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في واشنطن، مؤكدة أن «أي زيارة محتملة ستكون للقاء الرئيس ترمب نفسه». وقال كبير مساعدي الرئيس للإعلام تيميتوب أجيي إن «الحديث عن اجتماع مغلق مع نائب الرئيس الأميركي تقرير مضلل»، داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في تغطية الملفات الحساسة.
ووفقاً لتقارير أسوشييتد برس، فإن أزمات العنف في نيجيريا تطال المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وغالباً ما ترتبط بالموقع الجغرافي أكثر من الانتماء الديني. وأشارت الوكالة إلى أن الجماعات المتطرفة مثل «بوكو حرام» و«داعش في غرب أفريقيا» تستهدف قرى ومناطق في شمال البلاد، في حين تقف عصابات مسلحة وراء كثير من الهجمات بدوافع اقتصادية واجتماعية.
ويرى باحثون أن الصراع في نيجيريا «أكثر تعقيداً من كونه دينياً بحتاً»، إذ تتداخل فيه عوامل سياسية وعرقية وبيئية، لاسيما في المناطق التي تشهد نزاعات بين الرعاة والمزارعين على الموارد الطبيعية.
ويخشى مراقبون أن تؤدي لهجة ترمب التصعيدية إلى توتير العلاقات الأميركية – الأفريقية، وإثارة حساسيات دينية في بلد يضم أكثر من 200 مليون نسمة، يتوزعون بالتساوي تقريباً بين المسيحيين والمسلمين.
وقال دبلوماسي أفريقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الخطاب الأميركي الجديد يعيد إلى الأذهان حقبة التدخلات العسكرية تحت شعار حماية الأقليات»، محذراً من أن أي خطوة ميدانية قد تُفسَّر كـ«انتهاك للسيادة النيجيرية» وتفتح الباب أمام اضطرابات إقليمية.