بحث

حضرموت: الجيش يطلق الرصاص الحي لتفريق محتجين في القطن وسط تصاعد الغضب الشعبي


بحر العرب ـ اليمن ـ حضرموت ـ خاص:

تدخلت قوات الجيش اليمني، مساء الثلاثاء، لتفريق محتجين غاضبين في مديرية القطن بمحافظة حضرموت، بعد أن قاموا بقطع الطريق الدولي الحيوي، مستخدمةً الرصاص الحي في محاولة لإعادة فتح الطريق أمام عشرات الشاحنات التجارية المتوقفة.

وتحدثت مصادر محلية عن تكدس الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والبضائع عند مدخل مديرية تريم، نتيجة استمرار الاحتجاجات الشعبية التي دخلت أسبوعها الثاني في مديريات الوادي والصحراء.

وأكد عدد من المواطنين، عزمهم مواصلة الاحتجاجات حتى تلبية كافة المطالب المشروعة، وفي مقدمتها تحسين الأوضاع المعيشية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت المتظاهرين.

وطالب المحتجون بفتح تحقيق عاجل وشفاف في واقعة مقتل الشاب محمد يادين برصاص قوات أمنية خلال مظاهرة في القطن، وتقديم الجناة إلى العدالة، معتبرين أن التعامل الأمني العنيف فاقم من حالة الغضب الشعبي.

كما عبّروا عن استنكارهم لما وصفوه بـ"غياب الدور الحكومي الفاعل" في معالجة معاناة المواطنين، وتدهور الخدمات الأساسية، لا سيما الانقطاع المستمر للكهرباء وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، في ظل غياب أي حلول حكومية ملموسة.

وتشهد محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية من حيث المساحة، موجة احتجاجات غير مسبوقة، تتركز في مديريات القطن وتريم وسيئون، على خلفية الانهيار المتسارع في الخدمات العامة وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان.

وتفاقمت التوترات بعد مقتل الشاب يادين، ما دفع المحتجين إلى تصعيد تحركاتهم وقطع الطرق الحيوية، في مشهد ينذر بمزيد من الاضطرابات في المحافظة التي تُعد شريانًا اقتصاديًا مهمًا لليمن بمواردها النفطية وموقعها الاستراتيجي.

وتأتي هذه التطورات في ظل انقسام سياسي وأمني متصاعد، بين السلطة المحلية المحسوبة على الحكومة الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى إلى تعزيز نفوذه في حضرموت من خلال قوات "النخبة الحضرمية" المدعومة من الإمارات.

ويرى مراقبون أن هذا الصراع بين القوى المتنافسة ساهم في إضعاف الأداء الإداري والخدمي، وعجز السلطة عن تقديم حلول فعلية للأزمات المتفاقمة، ما عمّق حالة الاحتقان الشعبي ودفع المواطنين إلى الشارع.

في المقابل، أبدت جهات محلية ودولية مخاوفها من تداعيات استمرار التوتر، محذرةً من أن انفلات الأوضاع قد يهدد استقرار المحافظة، ويعطل دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني، في وقت يواجه فيه اليمن أزمات مركبة على مختلف المستويات.

متعلقات: