بحث

قطران : يكشف هوية منفذين تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأين دفن تحديداً


((بحرالعرب)) متابعات:

 

في شهادة سياسية نادرة ومثيرة، كشف السياسي اليمني والقاضي السابق عبدالوهاب قطران تفاصيل صادمة عن اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، مؤكدًا أن من قام بتصفيته هم أفراد من أبناء قريته "الجحشي" التابعة لقبيلة سنحان، وبأوامر مباشرة من جماعة الحوثي، في واقعة غدر مكتملة الأركان أنهت حياة أكثر الشخصيات حضورًا وتأثيرًا في التاريخ اليمني الحديث.

 

 

قال قطران في شهادته التي نشرها مؤخرًا:

 

"أكثر من 7 سنوات مضت على مقتل الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح... اليوم فقط نُشر في وثائقي قناة العربية عن لسان ابنه مدين علي عبدالله صالح بأنه قُتل في قريتهم قرية الجحشي، قرية في عزلة الجماجم مديرية سنحان، أي لم يُقتل في طريق مأرب كما كانت الرواية الإخوانجية الحوثية!"

 

 

وأضاف القاضي البارز في سياق شهادته:

 

"تأكدت هذه الرواية يومها من أحد ضباط الحرس الجمهوري، وهو أحد أولاد سنحان، وكان من أول من وصل المكان، وأكد لي شخصيًا أن من قام بتصفيته هو شاب حوثي من نفس القرية الجحشي، شاب عقائدي تابع للجماعة."

 

 

ويتابع قطران بأسى وغضب:

 

"علي عبدالله صالح قُتل في منزله وسط قريته، شامخًا، ولم يهرب، ولم يغادر كما فعل الآخرون. كان بإمكانه المغادرة وقد عرضت عليه عروض كثيرة للخروج من اليمن، لكنه رفض، وقال لهم: (لن أهرب، سأموت هنا وسط قبري وبين أهلي)."

 

 

وتتطابق هذه الشهادة مع ما أكده نجله مدين في الوثائقي، حين حسم الجدل أخيرًا بقوله إن والده قُتل في قرية الجحشي، بعد أن كانت الروايات تتأرجح بين اتهامات بالفرار إلى مأرب، أو البقاء في منزله في صنعاء، أو حتى روايات خرافية عن نجاته وسفره إلى الخارج.

 

 

قطران لم يكتفِ بكشف مكان الاغتيال، بل لفت إلى مناخ التخوين والتضليل الذي صاحب الحادثة:

 

"قناة الجزيرة ورواد إعلام الإخوان، حاولوا تسويق رواية أنه هرب إلى مأرب، ليشككوا في شجاعته، بينما الحقيقة أن الرجل واجه، وقُتل من أقرب الناس إليه."

 

 

أما عن مراسم الدفن، فقال قطران:

 

"عُلم لاحقًا أن جثمان الزعيم دُفن بجوار المستشفى العسكري، بحضور عدد من أقاربه، من بينهم رئيس مجلس النواب يحيى الراعي. لم تكن جنازة تليق برئيس حكم اليمن لعقود، لكنها كانت جنازة رجل رفض أن يغادر وطنه، حتى في الموت."

 

 

وفي ختام شهادته كتب قطران بتأثر بالغ:

 

"لا يمكن لأي يمني منصف أن يتجاهل بطولة صالح في اللحظة الأخيرة. مات كما يليق بالقادة: صلبًا، رافضًا للهرب، وفي قلب أرضه. اغتاله أبناء قريته، لكنه سيظل في التاريخ أكبر منهم، وأكبر من خيانتهم."

 

 

هذه الشهادة تُعيد رسم تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الرئيس الراحل بعيدًا عن الضجيج السياسي والدعايات المضادة، وتكشف أن الرجل الذي طُعن سياسيًا لعقود، انتهت حياته أيضًا بخيانة جسدية على يد أبناء قريته، في مشهد يختصر مأساة اليمن المعقدة: خيانات الداخل، وتحالفات الخارج، ونهاية القادة الكبار وسط فوضى الصغار.

 

متعلقات: