خطاب أحمد علي صالح… ولادة معادلة جديدة في الصراع اليمني
خطاب أحمد علي صالح… ولادة معادلة جديدة في الصراع اليمني
بحر العرب - تحليل استراتيجي
في لحظة سياسية مشحونة، ألقى العميد أحمد علي عبدالله صالح خطاباً وصفه المراقبون بأنه الأبرز منذ سنوات من الصمت والغياب، معلناً عودته إلى دائرة الفعل السياسي عبر بوابة المواجهة مع ميليشيات الحوثي.
هذا الخطاب لا يمكن قراءته كحدث عابر، بل هو مفصل استراتيجي يعكس تحولات في الداخل اليمني والإقليم المحيط.
الوضع الراهن
اليمن اليوم يقف عند مفترق طرق:
•انسداد سياسي نتيجة فشل المسارات التفاوضية المتكررة.
•تفاقم إنساني مع استمرار الحرب والحصار والانهيار الاقتصادي.
•إرهاق إقليمي من طول أمد الصراع وانعكاساته على أمن المنطقة.
في ظل هذا السياق، جاء خطاب أحمد علي ليعيد طرح سؤال القيادة والخيارات البديلة لمواجهة الحوثيين ومشروعهم السلالي والطائفي.
الأسباب الكامنة وراء الخطاب
1.غياب البديل القيادي الفعّال داخل المعسكر الجمهوري، ما أوجد فراغاً ملحوظاً في المشهد السياسي.
2.تصاعد نفوذ الحوثيين وتمددهم العسكري والسياسي، مع ما يحمله من تهديد للهوية الجمهورية.
3.تراجع ثقة الشارع في القيادات التقليدية، الأمر الذي قد يتيح لخطاب جديد فرصة لإعادة التعبئة.
4.الضغوط الإقليمية والدولية التي تبحث عن قوة وازنة تعيد التوازن في الداخل اليمني.
الأهداف الاستراتيجية للخطاب
•إعادة التموضع السياسي :
إعلان أحمد علي أنه لم يعد مجرد “صوت صامت” بل لاعب فعّال.
•تثبيت الشرعية الشعبية:
تقديم نفسه كامتداد للجمهورية في مواجهة المشروع السلالي.
•إحياء المؤتمر الشعبي العام:
عبر ضخ قيادي يعيد للحزب وزنه في معادلة القوى.
•بناء تحالفات جديدة:
مع الداخل اليمني ومع المحيط العربي والإقليمي ضد الحوثي.
المآلات المحتملة
1.إعادة تشكيل المعسكر الجمهوري:
قد يتوحد حول أحمد علي بوصفه رمزاً جامعاً بعد سنوات التشتت.
2.تغيير ديناميكيات الصراع:
ظهور قيادة وازنة قد يعيد رسم خطوط المواجهة العسكرية والسياسية.
3.ضغط على الحوثيين:
بتغيير المعادلة الشعبية والرمزية التي طالما احتكروها.
4.تفاعل إقليمي:
دول مثل السعودية والإمارات قد ترى في عودة أحمد علي فرصة لإعادة هندسة المشهد.
5.مخاطر داخلية:
الخطاب قد يثير حساسيات بين القوى المناهضة للحوثي إذا لم يتم بناء توافقات واضحة.
الخلاصة في ميزان الاستراتيجية
خطاب أحمد علي عبدالله صالح ليس مجرد عودة إعلامية، بل حدث سياسي استراتيجي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاعلات اليمنية.
فهو يمثل محاولة لإعادة تعريف القيادة في المعسكر الجمهوري، واستدعاء لرمزية الجمهورية في مواجهة مشروع الحوثي، مع ما يحمله من إمكانات لإعادة بناء التحالفات الداخلية والإقليمية.
المشهد اليمني يدخل، بهذا الخطاب، مرحلة اختبار الإرادات:
هل ستترجم الكلمات إلى أفعال تؤسس لمرحلة استعادة الدولة، أم يظل الخطاب في دائرة الرمزية دون أثر ملموس؟