مظاهرات واسعة وإضراب عام يشلّ إسرائيل : اعتقالات وإغلاقات احتجاجاً على حرب غزة
بحرالعرب_وكالات:
شهدت المدن المحتلة، الأحد، موجة احتجاجات غير مسبوقة تخللها إضراب عام وإغلاقات واسعة للطرق الحيوية، للمطالبة بوقف الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة عاجلة تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن .
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 32 متظاهراً خلال مسيرات بدأت منذ ساعات الصباح، حيث أغلق المحتجون طرقاً رئيسية تربط تل أبيب بالقدس، قبل أن يتجهوا صوب مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .
وقد استخدمت الشرطة مدافع المياه لتفريق المتظاهرين وسحبت العشرات منهم بالقوة، بينما أُعيد فتح غالبية الطرق لاحقاً، باستثناء نفق رئيسي في القدس ما زال مغلقاً .
في ساحة الرهائن بتل أبيب، إرتفعت أصوات عائلات المحتجزين مطالبة الحكومة بإنهاء دوامة الحرب عبر صفقة تبادل شاملة .
وخاطبت أربيل يهود – وهي محتجزة سابقة – الحشود قائلة :
“ الضغط العسكري لا يُعيد الرهائن بل يقتلهم .
الصفقة هي السبيل الوحيد، دفعة واحدة ودون مناورات ” .
وأضافت بحزم :
“ علينا أن نوقف الحياة الطبيعية حتى يعود الأسرى جميعاً .
لقد رأيتم الأهوال، فإلى متى ستغضّون الطرف ؟”
الاحتجاجات التي وُصفت بأنها الأوسع منذ اندلاع الحرب، استقطبت حضوراً سياسياً بارزاً؛ إذ زار الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ساحة الرهائن تضامناً مع العائلات، فيما ظهر زعيم المعارضة يائير لبيد ليؤكد دعمه للمحتجين، قائلاً في رسالة مصورة :
“ نُغلق البلاد اليوم لأن الرهائن ليسوا بيادق على رقعة شطرنج، بل مواطنون يجب أن تعيدهم الحكومة إلى عائلاتهم ” .
المشهد الاحتجاجي ترافق مع إشعال إطارات ورفع صور الرهائن والأعلام الإسرائيلية، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية والخارجية لسياسات حكومة نتنياهو، خاصة بعد إعلان الجيش عزمه توسيع العمليات العسكرية في غزة، ما أثار حفيظة حتى بعض الحلفاء الأوروبيين المقربين .
يُذكر أن غالبية عمليات الإفراج السابقة عن المحتجزين جرت عبر مفاوضات بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، غير أن محادثات وقف إطلاق النار انهارت في يوليو الماضي، فيما لا تزال الجهود الدولية جارية لإحياء المسار التفاوضي .