بريطانيا تعلن الورقة البيضاء للهجرة
أعلنت الحكومة البريطانية، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، هذا الأسبوع عن إصدار “الورقة البيضاء” الخاصة بالهجرة، والتي تتضمن إصلاحات جذرية تهدف إلى تقليص أعداد المهاجرين وتعزيز الاعتماد على القوى العاملة المحلية.
الورقة البيضاء، التي جاءت تحت عنوان “استعادة السيطرة على نظام الهجرة”، تضع إطارًا جديدًا أكثر تشددًا، يتضمن النقاط التالية:
• تشديد تأشيرات العمل: اقتصار التأشيرات على الوظائف التي تتطلب مؤهلات جامعية (RQF6)، مع إلغاء قائمة الرواتب المنخفضة.
• وقف استقدام العمال الأجانب لقطاع الرعاية الاجتماعية، مع فترة انتقالية حتى عام 2028.
• رفع متطلبات اللغة الإنجليزية لجميع المتقدمين، بما يشمل المرافقين.
• تمديد فترة الحصول على الإقامة الدائمة من 5 إلى 10 سنوات.
• تقليص مدة تأشيرة الخريجين الدوليين من عامين إلى 18 شهرًا فقط.
• زيادة رسوم الهجرة على أصحاب العمل بنسبة تصل إلى 32%.
• توسيع صلاحيات الترحيل لتشمل من يرتكبون مخالفات جنائية دون الحاجة لحكم بالسجن.
تحليل وتداعيات محتملة:
تسعى الحكومة من خلال هذه الإجراءات إلى خفض “الهجرة الصافية” إلى أقل من 200 ألف سنويًا، مقارنةً بأكثر من 745 ألف وفق آخر الإحصائيات. ورغم أن الحكومة تبرر هذه الإجراءات بالحاجة إلى تخفيف الضغط على الإسكان والخدمات العامة، إلا أن التغييرات قد تؤدي إلى نقص حاد في قطاعات حيوية كالرعاية الصحية والضيافة والتعليم.
كما يُتوقع أن تتأثر الجامعات البريطانية سلبًا جراء تقليص تأشيرة الخريجين، ما قد يقلل من جاذبية بريطانيا للطلاب الدوليين، ويؤثر على ميزانيات التعليم العالي.
خلاصة:
تعكس الورقة البيضاء تحولًا كبيرًا في فلسفة الهجرة البريطانية، وتفتح الباب لنقاشات واسعة حول التوازن بين ضبط الحدود وتلبية احتياجات الاقتصاد. ورغم ما تحققه من استجابة للشارع البريطاني، يبقى نجاح هذه السياسات مرهونًا بقدرة الحكومة على سد فجوة العمالة، دون الإضرار بالمصالح الاقتصادية والإنسانية.
إعداد: صحيفة بحر العرب – لندن
مايو 2025