وثيقة خطة ترامب: وقف الحرب خلال 72 ساعة وتبادل أسرى ومساعدات ضخمة لغزة
وثيقة خطة ترامب: وقف الحرب خلال 72 ساعة وتبادل أسرى ومساعدات ضخمة لغزة
إعداد: وحدة الأخبار والتحليل – صحيفة بحر العرب
10 أكتوبر / تشرين الأول 2025م
كشفت وثيقة تداولتها وسائل الاعلام عن الخطوات التنفيذية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، والتي تتضمن جدولًا زمنيًا دقيقًا يمتد على مراحل متعددة، تبدأ بوقف فوري للعمليات العسكرية، وتبادل الأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية ضخمة، وصولًا إلى إعادة إعمار تدريجية بإشراف دولي.
المرحلة الأولى: وقف النار خلال 72 ساعة وتبادل الأسرى
وفقًا للوثيقة، تُلزم الخطة الطرفين – إسرائيل وحركة حماس – بوقف العمليات العسكرية خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق، على أن تبدأ عملية انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من محيط غزة باتجاه خطوط الانتشار الجديدة.
وخلال هذه الفترة، تلتزم حركة حماس بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، إضافة إلى رفات الجنود الإسرائيليين، بينما تقدم إسرائيل في المقابل قوائم ومعلومات دقيقة عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها.
وتؤكد الوثيقة أن عملية التسليم يجب أن تتم بهدوء ودون مظاهر احتفالية أو إعلامية، وبإشراف مباشر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبتنسيق من غرفة عمليات مشتركة تتابع الالتزام بالتزامن في التنفيذ.
كما تنص الخطة على أن يقوم وفد مصري بالتعاون مع الصليب الأحمر بزيارة سجني عوفر وكتسيعوت للتحقق من أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم.
المرحلة الثانية: تدفق المساعدات الإنسانية والاقتصادية
تنص الوثيقة على أن تبدأ عمليات إدخال المساعدات فور توقيع الاتفاق، بحيث تدخل ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا من المواد الإغاثية، والوقود، ومواد الإعمار، ليصل العدد الأسبوعي إلى 4200 شاحنة.
وتشمل المساعدات — بحسب الخطة —
•50 شاحنة يومية من الوقود والغاز،
•مواد غذائية وطبية وإيوائية عاجلة،
•وبضائع للقطاع الخاص لتشغيل الأسواق المحلية.
كما ينص الاتفاق على تشغيل معبر رفح في الاتجاهين وفق تفاهمات 19 يناير 2025، مع ضمان حرية الحركة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين شمالًا وجنوبًا، بما يعيد ربط القطاع جغرافيًا وإنسانيًا بعد عامين من العزلة والانقسام.
المرحلة الثالثة: إعادة الإعمار وصيانة البنية التحتية
في الجانب الخدمي، تُفصّل الوثيقة إجراءات عاجلة لـ إزالة الركام وإصلاح المرافق الحيوية.
وتتضمن البنود:
•إدخال المعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.
•إنشاء مخيمات منظمة للنازحين بإشراف الأمم المتحدة.
•تشغيل محطة توليد الكهرباء المركزية وتأمين وقودها.
•إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز والطرق العامة.
الإشراف الدولي وآليات التنفيذ
تحدد الوثيقة أن تنفيذ الخطة سيكون بإشراف فريق رباعي من الولايات المتحدة وتركيا ومصر وقطر، بصفة “الميسّر” والمتابع لتفاصيل التطبيق، مع صلاحيات لمعالجة أي عراقيل ميدانية أو سياسية قد تنشأ أثناء التنفيذ.
كما يجري التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان الشفافية في توزيع المساعدات ومنع أي استغلال سياسي أو أمني لها.
تأتي خطة ترامب بعد أكثر من عامين من الحرب التي أنهكت غزة وإسرائيل على السواء، وتحمل – رغم طابعها الإنساني – أبعادًا سياسية عميقة، إذ تمنح واشنطن فرصة لإعادة تشكيل مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن مقاربة جديدة، تعتمد التهدئة الميدانية قبل الحل السياسي.
ويرى مراقبون أن نجاح الخطة مرهون بقدرة الوسطاء على ضمان التزام متبادل ومتوازن بين الطرفين، وبمدى استعداد إسرائيل وحماس لتجاوز الحسابات الفصائلية نحو تفاهم مستدام يهيئ الأرضية لحوار سياسي أشمل.