بحث

معقول؟ 1,6 مليار يورو أنفقها الاتحاد الأوروبي في اليمن منذ 2015 !!!

ناجي الحرازي

معقول؟ 1,6 مليار يورو أنفقها الاتحاد الأوروبي في اليمن منذ 2015 !!!                

*ناجي الحرازي*    

   تابعنا قبل فترة تساؤلات عديدة حول حجم انفاق الدول المانحة على اليمن واليمنيين خلال السنوات العشر الماضية ، تتركز بدرجة رئيسية حول مصير تلك الاموال التي يقول المانحون وتؤيدهم منظمات الإغاثة الدولية الحكومية وغير الحكومية انها أنفقت في اليمن .. حتى ان بعض من طرحوا تلك التساؤلات اتهموا هذه المنظمات وداعميها بالفساد المالي والإداري وطالبوا بكشوفات حساب دقيقة لمعرفة حجم ومصير تلك الاموال وتفاصيل انفاقها ، لكن دون جدوى !! لم تتفضل عليهم وعلينا جهة او منظمة واحدة بكشف حساب شفاف ودقيق يطيح بشكوك المتسائلين ويجعلهم يؤمنون ب" ان بعض الظن اثم" ، وبالتالي ما تزال علامات الاستفهام سارية المفعول حتى اليوم !!                وبالأمس طالعتنا مفوضية الاتحاد الاوروبي بخبر سار مفاده انها خصصت 80 مليون يورور لدعم المساعدات الانسانية في اليمن للعام 2025 !! وجاء في الخبر ان الاتحاد الاوروبي انفق خلال الأعوام العشرة الماضية على اليمن قرابة 1,6 مليار يورو ( تساوي اكثر من 1,8 مليار دولار أميركي ) !!! هذا المبلغ المهول اضافة إلى المبالغ الضخمة التي أنفقتها الدول المانحة - اكثر من 27 مليار دولار على مدى التسع سنوات الماضية - وأبرزها بطبيعة الحال الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ما تزال تثير علامات استفهام عديدة متعلقة بمواضع انفاقها وبمدى استفادة اليمن واليمنيين منها وإمكانية تتبع ومشاهدة المشروعات التي انفقت كل تلك الاموال عليها او فيها !!!                     ومع حقيقة ان نسبة ما من هذه الاموال الهائلة قد تكون انفقت على مشروعات خدمية مختلفة ماثلة للعيان ويمكن التعرف عليها وعلى المستفيدين منها ، كما ان نسبة اخرى قد تكون انفقت على البنود المتعلقة بالأجور والمكافات وبدلات السفر والتنقل ، إلا ان المؤكد اننا ما زلنا في حاجة إلى التعرف على تفاصيل ادق حوّل حجم اموال الدعم والمساندة الإنسانية التي يرى خبراء انها لو انفقت بشكل شفاف لا يقبل الشك لكان حال اليمن واليمنيين اليوم افضل مما تضمنته بيانات ونداءات وبلاغات صحافية اخيرة تناشد المجتمع الدولي بانقاذ او اغاثة اليمن المنكوب وشعبه الذي يعاني معظمه من الفقر والجوع والمرض !! إذا تأملنا  هذه البيانات والبلاغات الصحافية والنداءات  بدقة سنشعر ان من اصدرها "يتسولون" باسم اليمن واليمنيين حرصا منهم اولا على  استمرارية عمل منظماتهم وعلى منافعهم واجورهم الشخصية ثم محاولة تحسين اوضاع اليمن واليمنيين الذين تشير التقارير الميدانية ان معاناتهم تتفاقم  يوما بعد يوم ، كما تتدهور قيمة عملتهم المحلية مع استمرار الصراع العبثي على حكم اليمن بين نخبة من قادة اليمن السياسيين والعسكريين الذين لا مانع لديهم من استمرار الصراع إلى ما لا نهاية طالما احتفظوا بمواقعهم ومناصبهم ومستحقاتهم المالية وجوازات سفرهم الديبلوماسية التي تكفل لهم حرية التنقل في انحاء العالم بعيدا عن وجع دماغ وطنهم الأم المكلوم!!