جثث تحت الركام تهدد استكمال المرحلة الثانية من اتفاق غزة
صحيفة بحر العرب - خاص
تواصل حركة حماس عمليات بحث في أكثر من موقع في قطاع غزة عن جثث آخر 3 رهائن إسرائيليين، من بين 251 رهينة اختطفوا في الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر.
وتواجه عمليات الإنقاذ تعقيدات كبيرة، خاصة مع محدودية المعدات الثقيلة التي يتم استخدامها للحفر، وكذلك حجم الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية طيلة أكثر من عامين على غزة.
وقال المحلل السياسي باسم أبو عطايا إن "إسرائيل تُدرك تماما حجم الدمار والركام الذي خلّفته في قطاع غزة، وتعي أن إزالة هذا الركام تتطلب سنوات، ومع ذلك يُعرقل إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لذلك، ويمنع بشكل متعمد فرق الإنقاذ من الوصول إلى بعض المواقع التي يُعتقد أن بها جثث جنوده".
وأضاف "إسرائيل تصرّ على التذرع بعدم العثور على جثث جنودها المفقودين"، مشيراً إلى أن "إسرائيل لن تسمح بتنفيذ المرحلة الثانية طالما بقيت جثة واحدة داخل القطاع".
وأوضح المحلل السياسي أن القضية "أصبحت تستخدم لتنفيذ ضغوط سياسية لوقف التقدم في الاتفاق".
وأضاف أن "إسرائيل لا تكتفي بمنع المعدات والفرق المتخصصة، بل تتعمد أيضاً استهداف العناصر الميدانية التي يُشتبه بمشاركتها في عمليات دفن أو نقل الجثث".
وقال "تقوم إسرائيل بعمليات اغتيال ممنهجة لأشخاص يُعتقد أنهم يمتلكون معلومات حول أماكن دفن الجثث، في محاولة منها لطمس الأدلة، وإعدام أي فرصة حقيقية لكشف الحقيقة".
ومن جانبه قال المحلل السياسي شفيق التلولي إن "إسرائيل تواصل اختلاق الذرائع وارتكاب الخروقات المتكررة لاتفاق غزة، بهدف عرقلته ومنع الانتقال إلى المرحلة الثانية منه".
وأضاف أن "المرحلة الثانية تحمل أبعادا سياسية جوهرية، من أبرزها إنهاء الحرب، وبدء إعادة الإعمار، واستعادة الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع، وتسعى لإبقاء الاتفاق مجمدا عند الوضع الحالي"".
وتابع "إسرائيل تسعى لإبقاء نتائج الحرب قائمة كبيئة طاردة للعيش، بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، ووضع مزيد من العراقيل في وجه تدفق المساعدات، وتعطيل إزالة الركام، وعرقلة الإعمار".
وأوضح أن "إسرائيل تستخدم قضية جثث الجنود المفقودين كذريعة لإبقاء الوضع الميداني على ما هو عليه، واستمرار خرق الاتفاق".
وأشار التلولي إلى أن إسرائيل "تتذرع باستمرار بوجود حركة حماس وسلاحها؛ وهو ما يمنحها المبرر لعدم التخلي عن الوقائع التي فرضتها خلال الحرب، ومحاولة دفع الاتفاق نحو الفشل من جهة الطرف الفلسطيني، حتى لا تظهر وكأنها هي من أجهضت الاتفاق".
وختم بالقول "ما لم يتم الضغط الجدي من قبل واشنطن لإجبار إسرائيل على الالتزام بالمرحلة الثانية، ونزع الذرائع من قبل حماس بأسرع وقت ممكن، فإن المماطلة ستستمر، وستُبقي معاناة الفلسطينيين قائمة دون أي أفق حقيقي للحل؛ وهو ما سيهدد الاتفاق بشكل كبير".