بحث

تطورات اقتحام الانتقالي لحضرموت والمهرة

مستشار رئاسي يحذر من “سياسة الإكراه” في حضرموت: الشرعية لا تُنتزع بفوهات البنادق

الجمعة 26/ديسمبر/2025 - الساعة: 11:19 ص

صحيفة بحر العرب - خاص

 

 

مستشار رئاسي يحذر من “سياسة الإكراه” في حضرموت: الشرعية لا تُنتزع بفوهات البنادق

 

حذّر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الإدارة المحلية، بدر باسلمة، من خطورة الممارسات التي قال إن مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي تنفذها في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبراً أن اللجوء إلى الترهيب وفرض بيانات تأييد قسرية على السلطات المحلية والوجاهات الاجتماعية يعكس “إفلاساً سياسياً” لا قوة على الأرض.

 

وقال باسلمة، في تصريح سياسي موسّع، إن إجبار قيادات محلية ومسؤولين مدنيين على إصدار بيانات ولاء تحت التهديد بالسلاح أو الابتزاز الأمني، يكشف عن الطبيعة الميليشياوية لتلك الممارسات، ويفضح هشاشة الحاضنة الاجتماعية التي يدّعي المجلس الانتقالي تمثيلها، مؤكداً أن هذه الأساليب لا تنتج شرعية حقيقية، بل تصنع احتقاناً شعبياً قابلاً للانفجار.

 

وأوضح أن “الشرعية التي تُبنى على الخوف تظل شرعية كرتونية، تنهار عند أول اختبار حقيقي”، مشيراً إلى أن ما يحدث يمثل محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وهي سياسة أثبتت التجارب التاريخية فشلها الذريع.

 

دروس تاريخية وتحذير من تكرار السيناريوهات الكارثية

 

واستحضر باسلمة نماذج تاريخية لسلطات اعتمدت الإكراه وسيلة لبناء الولاء السياسي، من بينها النظام السابق في العراق قبل عام 2003، وسقوط نظام نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا عام 1989، إضافة إلى تجربة الميليشيات المسلحة في ليبيا بعد القذافي، مؤكداً أن القاسم المشترك بينها جميعاً كان الانهيار السريع عند تراجع عامل الخوف.

 

وأضاف أن البيانات المنتزعة بالقوة “لا تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به”، وأن الحشد القسري لا يصنع استقراراً، بل يسبق الانفجار.

 

حضرموت ليست ساحة ميليشياوية

 

وأكد مستشار الرئيس أن حضرموت تمثل كتلة اجتماعية وحضارية ذات خصوصية، ترفض الفوضى وتنبذ عسكرة القرار المحلي، محذراً من أن التعامل معها كغنيمة سياسية أو عسكرية يشكل قراءة خاطئة لطبيعة المجتمع الحضرمي.

 

وأشار إلى أن لجوء المجلس الانتقالي إلى هذه الأساليب هو اعتراف ضمني بعجزه عن كسب ثقة أبناء المحافظة بالوسائل السياسية والسلمية، مؤكداً أن “المشروع الواثق لا يحتاج إلى تهديد موظف مدني ليعلن تأييده”.

 

تحذير من سقوط سياسي محتوم

 

واختتم باسلمة تصريحه بالتأكيد على أن سياسة الترهيب قد تنتزع مواقف مؤقتة، لكنها تخسر المجتمع على المدى البعيد، محذراً من أن الاستمرار في هذا النهج سيقود إلى سقوط سياسي محتوم، لأن الولاءات المصطنعة لا تصمد أمام تحولات الواقع.

 

وقال إن حضرموت، بتاريخها وثقلها الاجتماعي، “أكبر من أن تُختزل في بيان كُتب تحت تهديد السلاح”، داعياً إلى احترام إرادة المجتمع المحلي، والاحتكام إلى الشراكة والتوافق بدلاً من الإكراه.

متعلقات:

آخر الأخبار