بحث

الولاء للأقوى تحت غطاء الولاء الجيوسياسي: المشهد العربي واليمني

احلام القباطي

 

*الولاء للأقوى تحت غطاء الولاء الجيوسياسي:  المشهد العربي واليمني.*

يبدو أن العالم اليوم يسير نحو *كارثة كبرى* تُطبخ على نار هادئة، وسط تحركات مدروسة و*تخطيط استراتيجي محكم* من قِبل قوى الهيمنة، وعلى رأسها إسرائيل التي تعمل بخيوط دقيقة لنسج *خارطة عالم جديد*، في ظل غفلة أو تواطؤ الكثيرين. أما الدول الكبرى، كـ *الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، الصين*، فتُسابق الزمن لتعزيز قدراتها *العسكرية والتكنولوجية والصناعات الحربية*، ضمن سباق تسلّح دولي، يُنذر بانفجار وشيك في ميزان القوى العالمي، وكذلك تفعل *تركيا* بسياستها التوسعية.

في المقابل، تسير *الدول العربية* في الاتجاه المعاكس، منشغلة بـ *كسب ودّ تلك القوى العظمى*، حتى لو كان الثمن *كرامة شعوبها وسيادة أوطانها*. فتُقدّم ولاءها عبر تسليم بعضها البعض كورقة إثبات خضوع، وتُشارك في *حروب داخلية وإقليمية* لا هدف لها سوى تأكيد هذا الولاء، حتى لو كان ذلك على حساب وحدة الأمة، واستقرار الأوطان، ومصير الشعوب.

إن ما يجري في المنطقة العربية هو *تفريط ممنهج في الثروات والسيادة*، وتقديم المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للأطراف الدولية، في ظل *صمت شعبي مقموع، وسلطات تابعة، ومجتمع دولي متواطئ*.

 أما في *اليمن*، فقد بلغ الانهيار مستوىً أكثر خطورة، إذ أصبحت الدولة *ساحة مفتوحة للصراعات الداخلية والحروب بالوكالة*، وانهارت كل ملامح الدولة الواحدة. فتعددت *الحكومات والرؤساء والقادة والجيوش والبنوك*، بل وتعددت حتى *العملة الرسمية*، في سابقة قانونية ومؤسسية خطيرة تُنذر بزوال كيان الدولة نفسها.

وفي ظل هذه الفوضى، *يُحرم الموظفون من مرتباتهم، ويُحاصر الشعب بالجوع والقهر والظلم الممنهج*، بينما تنشغل القوى المتصارعة بـ *اقتسام السلطة والثروة*، دون أدنى اعتبار للمسؤولية الدستورية أو الشرعية القانونية.

إن ما يحدث لا يعد فقط أزمة سياسية أو اقتصادية، بل هو أنتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية، وعلى رأسها الحق في الحياة، والكرامة، والغذاء، والعدالة الاجتماعية، ما يستوجب تحركًا دوليًا وشعبيًا لوضع حد لهذا الانهيار الممنهج، وإنقاذ ما تبقّى من المنظومة العربية والإنسانية العالمية قبل الانهيار الكامل.

✍🏻 مواطنة يمنية 
د.أحلام القباطي

آخر الأخبار