بحث

زيارة دبلوماسية أمريكية إلى لبنان : ساحة التوازن بين السيادة والمقاومة


بحر العرب_متابعات: 

 

في لحظة حساسة من تاريخ لبنان المعاصر، وصل المبعوثان الأمريكيان، توماس باراك ومورغان أورتاغوس، إلى بيروت في زيارة رسمية تستهدف قلب التوازنات الدقيقة بين السيادة اللبنانية ومتغيرات الأمن الإقليمي . 

 

الزيارة، التي تشمل لقاءات مكثفة مع رئيس الجمهورية نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، تأتي في ظل خلافات حادة حول سلاح حزب الله المقاوم لإسرائيل، وهي قضية لم تفقد حساسيتها منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم .

 

وتشكل هذه الزيارة اختباراً مباشراً لـ”النظام الدولي المصغر” في لبنان، حيث يتقاطع النفوذ الأمريكي مع مقاومة مسلحة تُعتبر شريكاً واقعياً في الأمن الوطني، ما يجعل أي خطوة واشنطنية محفوفة بالمخاطر السياسية والاجتماعية . 

 

المبعوثان يهدفان إلى إعادة رسم خطوط العلاقة بين لبنان والولايات المتحدة، عبر تشجيع الحوار حول التزامات الدولة تجاه مؤسساتها، وتقديم ضمانات لإبقاء حزب الله ضمن أطر الدولة، دون المساس بمشروعه المقاوم .

 

التحليل الاستراتيجي يكشف أن واشنطن تسعى اليوم لتسويق نموذج “الضغط المتوازن”: دعم الدولة، التحفيز الاقتصادي، والتهديد بالخيارات العسكرية والدبلوماسية، في محاولة لفرض معادلات جديدة دون إشعال مواجهة مباشرة مع المقاومة .

 

 وفي المقابل، يقف لبنان أمام تحدٍ مزدوج :

 الحفاظ على سيادته الداخلية ومؤسساته، وضمان استقرار علاقاته الإقليمية، في ظل ضغوط متزايدة من أطراف متعددة .

 

هذه الزيارة ليست مجرد حدث دبلوماسي اعتيادي، بل محطة استراتيجية دقيقة تعكس دور لبنان كميدان اختبار للتوازنات الكبرى، بين القوة الناعمة الأمريكية و”الحق المقاوم” الذي يجسد جزءاً من هوية الدولة اللبنانية .

 

 النتائج النهائية قد تعيد صياغة المشهد السياسي، وتحدد حدود النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط مقابل مصالح المقاومة وحق لبنان في حماية أراضيه .

متعلقات:

آخر الأخبار